كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 6)

والنظر في الأحاديث، خصوصا البخاري، وإدامة الصيام، والتهجّد، ومجالسة أهل القلوب، إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى، وهو قطب الوجود، والبركة الشاملة لكل موجود، وروح خلاصة أهل الإيمان، والطريق الموصلة إلى رضا الرحمن، يتقرب إلى الله تعالى به كل صديق، ولا يبغضه إلّا ملحد أو زنديق، قد انفرد في ذلك العصر عن أعلام الزمان كما انفرد في هذا الفصل، فلم يترجم فيه معه في الأصل لإنسان. انتهى كلام الإسنوي [1] .
وقال ابن قاضي شهبة [2] : ومن تصانيفه «البسيط» وهو كالمختصر للنهاية، و «الوسيط» ملخص منه، وزاد فيه أمورا من «الإبانة» للفوراني، ومنها أخذ هذا الترتيب الحسن الواقع في كتبه، وتعليق القاضي حسين، و «المهذّب» واستمداده منه كثير، كما نبّه عليه في المطلب، ومن تصانيفه أيضا «الوجيز» و «الخلاصة» مجلد دون «التنبيه» وكتاب «الفتاوى» له مشتمل على مائة وتسعين مسألة، وهي غير مرتبة وله فتاوى أخرى غير مشهورة، أقل من تلك، وصنّف في الخلاف المآخذ جمع مأخذ [3] ، ثم صنّف كتابا آخر في الخلاف سماه «تحصيل المأخذ» [4] وصنّف في المسألة السريجية مصنفين، اختار في أحدهما عدم وقوع الطلاق وفي الآخر الوقوع، وكتاب «الإحياء» وهو الأعجوبة العظيم الشأن، و «بداية الهداية» في التصوف، و «المستصفى» في أصول الفقه، و «إلجام العوام عن علم الكلام» ، و «الرد على الباطنية» ، و «مقاصد الفلاسفة» ، و «تهافت الفلاسفة» و «جواهر القرآن» و «شرح الأسماء
__________
[1] أقول: كلام الإسنوي في مدح الإمام الغزالي فيه مبالغات لا يرضاها الشرع، ولا يقرها الغزالي نفسه. (ع) .
[2] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (1/ 327- 328) .
[3] في «آ» : «المآجد جمع ماجد» وأثبت لفظ «ط» وهو موافق لما في «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة.
[4] في «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة: «تحصين المأخذ» .

الصفحة 21