كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 6)

وفيها عبد الله بن مرزوق أبو الخير الأصم الهروي، مولى شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري. كان من الحفّاظ الزهّاد المتقنين. قاله ابن ناصر الدّين [1] .
وفيها الشّاشي المعروف بالمستظهري، فخر الإسلام أبو بكر محمد ابن أحمد بن الحسين، شيخ الشافعية. ولد بميّافارقين سنة تسع وعشرين، وتفقه على محمد بن بيان الكازروني، ثم لزم ببغداد الشيخ أبا إسحاق [2] ، وابن الصباغ، وصنّف وأفتى، وولي تدريس النظامية، وتوفي في شوال، ودفن عند الشيخ أبي إسحاق، وقيل: معه في قبر واحد. ومن تصانيفه «حلية العلماء» وسماه «المستظهري» وغيره، وانتهت إليه رئاسة الشافعية بعد انقراض مشايخه، فكان ينشد:
خلت الدّيار فسدت غير مسوّد ... ومن العناء تفرّدي بالسؤدد
[3] ذكره في بعض دروسه ووضع المنديل على عينيه وبكى بكاء شديدا.
قال ابن شهبة [4] : كان مهيبا، وقورا، متواضعا، ورعا، وكان يلقب بين الطلبة في حداثته بالجنيد، لشدة ورعه، وله شعر حسن. وقع بينه وبين الدامغاني، فأنشأ فيه الشاشي:
حجاب [5] وإعجاب وفرط تصلف ... ومدّ يد نحو العلا بتكلّف
ولو كان هذا من وراء كفاية ... لهان ولكن من وراء تخلّف
__________
[1] في «التبيان شرح بديعة البيان» (158/ آ) .
[2] يعني الشيرازي.
[3] البيت في «الوافي بالوفيات» (2/ 73) .
[4] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (1/ 324) .
[5] كذا في «آ» و «ط» و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة، وفي «طبقات الشافعية» للإسنوي:
«عجاب» .

الصفحة 28