كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 6)

سنين، ولقد أجاد فيه كل الإجادة، وسيّر الكتاب على يد ولده إلى الأمير أبي الحسن صدقة بن منصور الأسدي، صاحب الحلّة، وختمه بهذه الأبيات:
هذا كتاب حسن ... تحار فيه الفطن
أنفقت فيه مدّه ... معشر سنين عدّه
منذ سمعت باسمكا ... وضعته برسمكا
بيوته ألفان ... جميعها معاني
لفضل كلّ شاعر [1] ... وناظم وناثر
كعمر نوح التالد ... في نظم بيت واحد
من مثله لما قدر ... ما كل من قال شعر
أنفذته مع ولدي ... بل مهجتي وكبدي
وأنت عند ظني ... أهل لكل من
وقد طوى إليكا ... توكلا عليكا
مشقة شديده ... وشقة بعيده
ولو تركت جيت [2] ... سعيا وما ونيت
إن الفخار والعلى ... إرثك من دون الورى
فأجزل صلته وأسنى جائزته.
وتوفي ابن الهبّارية بكرمان.
وفيها أبو البركات بن السّقطي، هبة الله بن المبارك البغدادي [3] الحنبلي، اتهمه بالوضع ابن حجر في كتابه «تبيين العجب بما ورد في شهر رجب» وقال عن السقطي: هذا آفة، يعني في وضع الأحاديث.
__________
[1] رواية الشطرة الأولى من البيت في «وفيات الأعيان» :
لو ظل كل شاعر ...
[2] في «ط» : «جئت» .
[3] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 114- 115) و «المنهج الأحمد» (2/ 231- 232) .

الصفحة 42