كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 6)
الأديب، شيخ الإقراء ببغداد، قرأ على أبي بكر محمد بن علي الخيّاط وجماعة، وبواسط على غلام الهرّاس، وحدّث عن أبي محمد الخلّال وجماعة، ومات في جمادى الأولى عن بضع وثمانين سنة.
وفيها أبو الخطّاب محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلوذانيّ [1]- بفتح أوله والواو ومعجمة وسكون اللام، نسبة إلى كلواذي قرية ببغداد- ثم الأزجي، شيخ الحنابلة، وصاحب التصانيف. كان إماما علّامة، ورعا صالحا، وافر العقل، غزير العلم، حسن المحاضرة، جيد النظم، تفقه على القاضي أبي يعلى، وحدّث عن الجوهري، وتخرّج به أئمة. روى عنه ابن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، وغيرهم. وقرأ عليه الفقه جماعة من أئمة المذهب، منهم: عبد الوهاب بن حمزة، وأبو بكر الدّينوري، والشيخ عبد القادر الجيلي الزاهد صاحب «الغنية» وغيرهم.
قال أبو بكر بن النقور: كان إلكيا الهرّاسي إذا رأى الشيخ أبا الخطّاب مقبلا قال: قد جاء الفقه.
وقال السّلفيّ: أبو الخطّاب من أئمة أصحاب أحمد، يفتي في [2] مذهبه ويناظر.
وكان عدلا رضيا [3] ثقة.
وذكر ابن السمعاني: أن أبا الخطّاب جاءته فتوى في بيتي شعر وهما:
قل للإمام أبي الخطّاب مسألة ... جاءت إليك وما يرجى سواك لها
__________
[1] تنبيه: كذا ضبطه المؤلف وابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (2/ 258) وابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 116) . «الكلوذاني» وضبطه ياقوت في «معجم البلدان» (4/ 477) «الكلواذي» وضبطه «السمعاني» في «الأنساب» (10/ 461) والذهبي في «سير أعلام النبلاء» (19/ 348) و «العبر» (4/ 21) «الكلواذاني» فليحرر.
[2] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «على» .
[3] في «آ» : «رضي» وفي «ط» : «رضا» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 117) .
الصفحة 45
600