كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 6)

سنة إحدى عشرة وخمسمائة
فيها كما قال في «الشذور» زلزلت بغداد يوم عرفة، فكانت الحيطان تذهب وتجيء، وكان عقيبها موت المستظهر. انتهى.
وفيها كما قال في «الدول» [1] : جاء سيل عظيم عرم على سنجار، هدم أسوارها، وغرق خلق، وحمل باب البلد مسيرة نصف يوم، وطمره السيل سنوات، وحمل السيل سريرا فيه طفل فعلق بزيتونة وعاش الطفل وكبر.
وفيها مات بغدوين، الذي افتتح القدس، وكان جبّارا خبيثا، شجاعا، همّ بأخذ مصر، وسار في جموعه حتّى وصل بلبيس، ثم رجع عليلا، فمات بسبخة بردويل [2] ، فشقّوه وصبّروه، ورموا حشوته هناك، فهي ترجم إلى اليوم، ودفن بقمامة، وتملّك القدس بعده القمص صاحب الرّها، وكان قدم القدس زائرا، فوصى بغدوين له بالملك بعده. انتهى كلام صاحب «الدول» .
وفيها كما قال في «العبر» [3] : ترحلت العساكر عن حصار الباطنية بالألموت لمّا بلغهم موت السلطان محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن
__________
[1] في «آ» : «الذيل» وهو خطأ، وأثبت ما جاء في «ط» وهو الصواب، فهو ينقل عن «دول الإسلام» للذهبي (2/ 38) طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب.
[2] في «آ» و «ط» : «بصنجة بردويل» وما أثبته من «دول الإسلام» وجاء في حاشيته: سبخة بردويل: تقع في الجنوب الغربي من مدينة العريش، وتطل على ساحل بحيرة بردويل من البحر الأبيض المتوسط.
[3] (4/ 23) .

الصفحة 49