كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 9)

ودرّس بالمسجد الحرام وغيره، وحدّث وأفتى، ونظم وأنشأ، وكان له ذكاء مفرط، وكثرة عبادة وصوم، وحسن قراءة، وطيب نغمة فيها.
وكان يزور النّبيّ صلى الله عليه وسلم في كل عام، وزار بيت المقدس والخليل، وباشر القضاء [1] إلى وفاته [1] أحسن مباشرة، بعفّة، وصيانة، ونزاهة، وورع، مع التواضع ولين الجانب. وتوجه إلى المدينة الشريفة للزيارة على عادته فأدركته المنية بها في يوم الجمعة النصف من شعبان، وصلّي عليه بمسجد النّبي صلى الله عليه وسلم، ودفن بالبقيع.
وفيها شمس الدّين محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصّالحي الحنبلي [2] الشيخ الصّالح الخطيب المسند المعمّر الأصيل [3] .
ولد بصالحية دمشق عشية عيد الفطر سنة خمس وثمانمائة، واشتغل بالعلم، وفضل، وتميّز، وأفتى، ودرّس، وحدّث، وباشر نيابة الحكم بالديار المصرية وبالمملكة الشامية، وكان له وجاهة عند الناس.
وتوفي بالقاهرة في يوم الأربعاء خامس عشري في القعدة وله أربع وتسعون سنة.
وفيها المولى سنان الدّين يوسف، المعروف بقول سنان الحنفي [4] .
قال في «الشقائق» : كان من عبيد بعض وزراء السلطان مراد [5] ، وقرأ في صغره مباني العلوم، واشتغل على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى علي
__________
[1، 1] ما بين الرقمين سقط من «ط» .
[2] ترجمته في «الضوء اللامع» (7/ 9) و «المنهج الأحمد» الورقة (518) و «السحب الوابلة» ص (352) .
[3] في «ط» : «الأصل» .
[4] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (167- 168) .
[5] كذا في «آ» و «ط» : «مراد» في «الشائق» مصدر المؤلف: «محمد» .

الصفحة 545