كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

وفيها قاضي القضاة تاج الدّين عبد الوهاب بن العلّامة شهاب الدّين أحمد بن محمد بن عرب شاه الحنفي [1] .
ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، وكان في ابتداء أمره شاهدا، وبلغ من صناعة الشهادة غاية الدهاء، وكان فقيرا، فحصلت له ثروة وجاه، ونظم في مذهب الحنفية كتابا كبيرا، ثم ولي قضاء قضاة دمشق في رجب سنة أربع وثمانين، ثم عزل في شوال سنة خمس، ثم سافر إلى مصر، فولي مشيخة الصّر غتمشية بها إلى أن توفي في خامس عشر رجب بها. [2] وفيها المولى علاء الدّين علي العربي [3] العالم الفاضل.
كان أصله من نواحي حلب، وقرأ على علماء حلب. ثم قدم إلى بلاد الرّوم، وقرأ على المولى الكوراني.
قال في «الشقائق» : حكى الوالد- رحمه الله تعالى- أنه قال له المولى الكوراني يوما: أنت عندي بمنزلة السيد الشريف عند مبارك شاه المنطقي، وقصّ عليهما قصّتهما، ثم اتّصل العربي بخدمة المولى خضر بك بن جلال الدّين، وحصّل عنده علوما كثيرة، ثم صار معيدا بمدرسة دار الحديث بأدرنة، وصنّف هناك «حواشي شرح العقائد» ، ثم تنقّل في المدارس إلى أن تولّى مدرسة ببلدة مغنيسا، فاشتغل هناك بالعلم غاية الاشتغال، واشتغل أيضا بطريقة التصوف، فجمع بين رئاستي العلم والعمل، ويحكى عنه أنه سكن فوق جبل هناك في أيام الصّيف، فزاره يوما رجل من أئمة بعض القرى، فقال المترجم: إني أجد منك رائحة النّجاسة، ففتش الإمام ثيابه فلم يجد شيئا، فلما أراد أن يجلس سقط من حضنه رسالة هي واردات الشيخ بدر الدّين بن قاضي سماوة [4] فنظر فيها المولى
__________
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (5/ 97) ، و «الكواكب السائرة» (1/ 257) ، و «معجم المؤلفين» (6/ 219) .
[2] في «ط» : «في» .
[3] ترجمته في «الشقائق النّعمانية» (92- 95) ، و «الفوائد البهية» ص (146) ، و «هدية العارفين» (1/ 739) ، و «معجم المؤلفين» (7/ 149) .
[4] في هامش «ط» : «في الأصل: سماوتة» وفي «الشقائق» (93) «سمادته» .

الصفحة 10