كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

قال: وله تهجّد وتعبد وأوراد وأذكار وتعفف وبكاء من خشية الله تعالى، وميل لذوي الهيئات الحسنة، ومطالعة في كتب العلم والرّقائق وسير الخلفاء والملوك والاعتقاد فيمن يثبت عنده صلاحه من العلماء والصلحاء، وتكرّر توجهه لبيت المقدس والخليل وثغور دمياط والإسكندرية ورشيد، وأزال كثيرا من الظّلامات [1] الحادثات، وحجّ في طائفة قليلة سنة أربع وثمانين، ووهب وتصدّق، وأظهر من التواضع والخشوع في الطّواف والعبادة ما عدّ من حسناته، وأنفق أموالا عظيمة في غزو الكفّار ورباط الثّغور، وحفظ الأمصار، رحمه الله. انتهى وقال الشيخ مرعي في كتابه «نزهة النّاظرين وأخبار الماضين» : كان ملكا جليلا وسلطانا نبيلا، وله اليد الطّولى في الخيرات، والطّول الكامل في إسداء المبرّات، وكانت أيّامه كالطّراز المذهب، وهو واسطة [2] عقد ملوك الجراكسة وأطولهم مدة.
وأقام في السلطنة تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر وعشرين يوما.
وتوفي في [2] آخر نهار الأحد سابع عشر ذي القعدة، ودفن يوم الاثنين بقبة بناها بتربة الصحراء شرقي القاهرة، وقبره ظاهر يزار.
وتولى ولده الناصر محمد أبو السعادات قبل موته بيوم وهو في سن البلوغ. فأقام ستة أشهر ويومين ثم خلع في ثامن عشري جمادى الأولى بعد ثبوت [3] عجزه عن السلطنة.
وفيها المولى محيي الدين محمد بن إبراهيم بن حسن النكساري [4] الرّومي الحنفي [5] الإمام العالم.
كان عالما بالعربية، والعلوم الشرعية، والعقلية، ماهرا في علوم الرياضة.
__________
[1] في «آ» : «الظلمات» .
[2] ليست اللفظة في «ط» .
[3] تحرفت في «ط» إلى «هبوت» .
[4] تصفحت في «ط» إلى «التكشاري» .
[5] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 23) ، و «الفوائد البهيّة» (155) ، و «هدية العارفين» (1/ 218) ، و «معجم المؤلفين» (8/ 196) .

الصفحة 14