كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

أخذ عن المولى فتح الله الشرواني، وقرأ على الحسام التّوقاني، والمولى يوسف بالي بن محمد الفناري، والمولى يكان.
وكان حافظا للقرآن العظيم، عارفا بالقراءات، ماهرا في التفسير، يذكّر الناس كل جمعة تارة بأياصوفيا [1] ، وتارة بجامع السّلطان محمد، وكان حسن الأخلاق، قنوعا، راضيا بالقليل من العيش، مشتغلا بإصلاح نفسه، منقطعا إلى الله تعالى.
صنّف «تفسير سورة الدّخان» وكتب «حواشي على تفسير القاضي البيضاوي» و «حاشية على شرح الوقاية» لصدر الشريعة. ولما آن أوان انقضاء [2] مدته ختم «التفسير» في أيا صوفيا، ثم قال: أيّها الناس، إني سألت الله تعالى أن يمهلني إلى ختم القرآن العظيم، فلعل الله تعالى يختم لي بالخير والإيمان، ودعا فأمّن الناس على دعائه، ثم أتى بيته بالقسطنطينية فمرض وتوفي.
وفيها المولى محيى الدّين محمد بن إبراهيم الرّومي الحنفي، الشهير بابن الخطيب [3] ، العالم العلّامة.
كان من مشاهير موالي الرّوم. قرأ على والده المولى تاج الدّين، وعلى العلّامة علي الطّوسي، والمولى خضر بك، وتولى المناصب، وترقى فيها حتّى جعله السلطان محمد بن عثمان معلما لنفسه، وألّف «حواشي على شرح التجريد» للسيد الشريف، و «حواشي على حاشية الكشّاف» للسيد أيضا، وغير ذلك.
وفيها قاضي القضاة، شيخ الإسلام، نجم الدّين أبو البقاء محمد بن برهان الدّين إبراهيم بن جمال الدّين عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله بن علي بن جماعة الكناني المقدسي الشافعي [4] .
ولد في أواخر صفر سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالقدس الشريف، ونشأ به،
__________
[1] وهو مسجد إستانبول الشهير.
[2] في «ط» : «القضاء» .
[3] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 24) ، و «الفوائد البهية» ص (204) ، «الفتح المبين في طبقات الأصوليين» ص (61) ، و «معجم المؤلفين» (8/ 198) .
[4] ترجمته في «الكواكب السائرة» (1/ 25) : و «معجم المؤلفين» (9/ 101) .

الصفحة 15