كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

ولد في ربيع الثاني سنة خمس وثمانمائة بأبيات حسين من اليمن، ونشأ بنواحيها، واشتغل بها في الفقه على الفقيهين أبي بكر بن قصيص، وأبي القاسم بن مطير [1] وغيرهما، وفي النحو على أولهما وغيره. ثم دخل زبيد فاشتغل بها، ثم حج سنة اثنتين وسبعين، وجاور التي تليها، وأخذ عن علمائها وزار [قبر] النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وسمع بالمدينة من أبي الفرج المراغي، ثم رجع إلى بلاده.
وكان إماما، فقيها، حافظا، محدّثا، بارعا في أشتات العلوم.
ومن شعره [2] :
أما لهذا الهمّ من منتهى ... أما لهذا الحزن من آخر
أما لهذا الضّيق من فارج ... أما لناب الخطب من كاسر [3]
أما لهذا العسر من دافع ... باليسر عن هذا الشّجى العاثر
بلى بلى مهلا فكن واثقا ... بالواحد الفرد العليّ القادر
توفي ببندر عدن ليلة الاثنين سلخ ذي القعدة.
وفيها عبد الله [4] بن أحمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم بامخرمة الحميري الشّيباني الهجراني الحضرمي العدني الشّافعي [5] .
ولد ليلة الأربعاء ثاني [6] عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالهجرين [7] ، وحفظ القرآن بها، ثم ارتحل إلى عدن، وتفقه بالإمامين محمد
__________
[1] في «النور السافر» : «أبي بكر بن قعيص، وأبي القاسم بن مطير» .
[2] الأبيات في «النور السافر» ص (28) .
[3] في «النور السافر» : «كاشر» .
[4] في «ط» : «عبد الرحمن» وهو تحريف.
[5] ترجمته في «النور السافر» ص (30- 37) و «الضوء اللامع» (5/ 8- 9) .
[6] في «ط» : «ثامن» .
[7] الهجران: مدينتان متقابلتان في رأس جبل حصين قرب حضرموت تطلع إليه في منعة من كل جانب يقال لإحداهما: خيدون وخودون وللأخرى دمون: انظر «معجم البلدان» (5/ 392- 393) .
و «القاموس» و «التاج» (هجر) .

الصفحة 30