كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

تفقه بالسيد كمال الدّين بن حمزة، والبرهان العمادي الحلبي، وأخذ عن غيرهما أيضا.
وكان علّامة، عارفا بالفقه والفرائض والأصول، ولي مشيخة خانقاه أمّ الملك الصّالح بحلب، ودرّس بالفردوس، وولي تدريس الجامع الكبير بها.
وتوفي وهو يذكر اسم الله تعالى ذكرا متواليا، ودفن بمقابر الصّالحين بحلب.
وفيها سعد الدّين علي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عراق [1] ولد سيدي محمد الفقيه المقرئ الشامي الحجازي الشافعي.
ولد كما ذكره والده في السفينة العراقية سنة سبع وتسعمائة بساحل بيروت، وحفظ القرآن العظيم وهو ابن خمس سنين في سنتين، ولازم والده في قراءة ختمة كل جمعة ست سنين، فعادت بركة الله تعالى عليه، وحفظ كتبا عديدة في فنون شتّى، وأخذ القراآت عن تلميذ أبيه الشيخ أحمد بن عبد الوهاب خطيب قرية مجدل معوش، وعن غيره، وكان ذا قدم راسخة في الفقه، والحديث، والقراآت، ومشاركة جيدة في غيرها، وله اشتغال في الفرائض، والحساب، والميقات، وقوة في نظم الأشعار الفائقة، واقتدار على نقد الشعر.
وكان ذا سكينة ووقار، لكنه أصم صمما فاحشا.
وولي خطابة المسجد النبوي، ودخل دمشق وحلب في رحلته إلى الروم.
قال ابن طولون: وعرض له الصّمم في البلاد الرّومية.
قال: وذكر لي أنه عمل شرحا على «صحيح مسلم» كصنيع القسطلاني على «صحيح البخاري» وشرع في شرح على «العباب» [2] في فقه الشافعية.
قال وسافر من دمشق في عوده من الرّوم لزيارة بيت المقدس يوم الخميس
__________
[1] ترجمته في «درّ الحبب» (1/ 2/ 1004- 1010) و «الكواكب السائرة» (2/ 197- 198) و «الأعلام» (5/ 12) و «معجم المؤلفين» (7/ 218) .
[2] قلت: «العباب» في فقه المذهب الشافعي، نظمه القاضي شهاب الدّين أبو العباس أحمد بن ناصر ابن الباعوني، المتوفى سنة (810 هـ) . انظر «كشف الظنون» (2/ 1122) .

الصفحة 489