كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

ومن مصنّفاته «المعالم في الكلام» و «حاشية على حاشية التجريد» للشريف الجرجاني من أول الكتاب إلى مباحث الماهية، جمع فيه مقالات المولى القوشي، والجلال الدّواني، ومير صدر الدّين، وخطيب زاده، وشرح القسم الثالث من «المفتاح» وكتاب «الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية» وقد جمعه بعد عماه، وهو أول من تصدى له. وكتاب ذكر فيه أنواع العلوم وضروبها وموضوعاتها وما اشتهر من المصنّفات في كل فنّ مع نبذ من تواريخ مصنّفيها [1] وهو كتاب نفيس غزير الفوائد، وجمع كتابا في التاريخ كبيرا واختصره، وله غير ذلك، وابتلى بمرض الباسور وبه توفي سنة ثمان وستين وتسعمائة. انتهى ما ذكره صاحب «ذيل الشقائق» باختصار.
وفيها- تقريبا- شمس الدّين محمد بن حسين بن علي بن أبي بكر بن علي الأسدي الحلبي الحنفي، المشهور بابن درم ونصف [2] الإمام العلّامة.
ولد في محرم سنة ست وثلاثين وتسعمائة، وحفظ القرآن العظيم، وتخرّج بعمّه أخي أبيه لأمه الشيخ عبد الله الأطعاني في معرفة الخطّ والقراءة، ثم لازم ابن الحنبلي أكثر من عشرين سنة في عدة فنون، كالعربية، والمنطق، وآداب البحث، والحكمة، والكلام، والأصول، والفرائض، والحديث، والتفسير، وأجازه إجازة حافلة في سنة سبع وستين.
وحجّ وجاور سنة، فأخذ فيها عن السيد قطب الدّين الصّفوي «المطول» وعاد إلى حلب، فلازم منلا أحمد القزويني في الكلام والتفسير، وتولى مدرسة الشهابية تجاه جامع الناصري بحلب، وطالع كتب القوم وتواريخ الناس، ونظم الشعر.
ومن شعره مقتبسا:
يا غزالا قد دهاني ... لم يكن لي منه [3] علم
لا تظنن ظنّ سوء ... إنّ بعض الظنّ إثم
__________
[1] وهو كتابه الهام «مفتاح السعادة ومصباح السيادة» وله أكثر من طبعة.
[2] ترجمته في «درّ الحبب» (2/ 1/ 386- 396) .
[3] في «درّ الحبب» : «فيه» .

الصفحة 515