كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

ومنه:
قل لأبي الفتح إذا جئته ... قول عجول غير مستأن
أدرك بني البرش على برشهم ... قد منعوا من قهوة البن
وتوفي بدمشق بعد ظهر يوم الثلاثاء ثالث عشر ربيع الآخر، وحضر جنازته قنالي زاده.
وفيها غرس الدّين جلبي بن إبراهيم بن أحمد الحنفي [1] الإمام العلّامة.
نشأ بمدينة حلب، وطلب العلم، وجد واجتهد، فبلغ ما قصد، وقرأ بحلب على الشيخ حسن السيوفي، ثم ارتحل ماشيا إلى دمشق، وأخذ فيها الطب عن ابن المكي، وانتقل إلى القاهرة ماشيا أيضا، فاشتغل بها على ابن عبد الغفّار، أخذ عنه الحكميات والرياضيات والعلوم العقلية، وأخذ علوم الدّين عن القاضي زكريا، وفاق أقرانه، وسار بذكره الركبان، ورفع منزلته الملك الغوري، ولما وقع بينه وبين سلطان الرّوم حضر الوقعة مع الجراكسة، إلى أن استولى السلطان سليم على الدّيار المصرية، وتم الأمر جيء بابن الغوري، وصاحب الترجمة أسيرين فعفا عنهما، وصحبهما إلى قسطنطينية فاستوطنها المترجم، وشرع في إشاعة معارفه، حتّى اشتغل عليه كثير من ساداتها.
وكان رأسا في جميع العلوم خصوصا الرياضيات، صاحب فنون غريبة.
وكان مشهورا بالبخل في التعليم، ولم يقبل مدة عمره وظيفة.
وكان يلبس لباسا خشنا وعمامة صغيرة، ويقنع بالنّزر من القوت، ويكتسب بالتطبب.
ومن مصنفاته «التذكرة في علم الحساب» و «متن» و «شرح» في الفرائض، و «حاشية على فلكيات شرح المواقف» و «حاشية على الجامي» إلى آخر
__________
[1] مختلف في اسمه بين المصادر، وقد ترجم له صاحب «العقد المنظوم» ص (357- 360) و «درّ الحبب» (1/ 1/ 590- 594) و «إعلام النبلاء» (6/ 57- 62) .

الصفحة 532