كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

المرفوعات، و «حاشية على شرح النّفيسي للموجز في الطب» و «شرح جزءين من تفسير القاضي البيضاوي» وكتاب في علم الزايرجة، و «شرح القصيدة الميمية» للمفتي أبي السعود، وأتي به إليه فعانقه، وأكرمه غاية الإكرام، ولما نظر إلى ما كتبه استحسنه وأعطاه جائزة سنية.
وفيها المولى محمد بن المفتي أبي السعود [1] .
ربّي في حجر والده، وأخذ عنه العلوم، حتى برع فيها، واستدل بطيب الأصل على طيب الثمر، ثم أخذ عن المولى محيي الدّين الفناري، ثم تنقّل في المدارس، إلى أن قلّد قضاء دمشق، فحسنت سيرته، ثم قضاء حلب، ثم بعد مضي سنة انتقل إلى رحمة الله تعالى في حياة أبيه وما أناف [2] عمره على أربعين سنة.
وفيها رضي الدّين أو عبد الله محمد بن إبراهيم بن يوسف بن عبد الرحمن، المعروف بابن الحنبلي الحنفي الحلبي [3] الإمام العلّامة المؤرّخ.
أخذ عن الخناجري، والبرهان الحلبي، وعن أبيه وآخرين، وقد استوفى مشايخه في «تاريخه» [4] وحجّ سنة أربع وخمسين وتسعمائة، ودخل دمشق، وانتفع به جماعة من الأفاضل بدمشق، كشيخ الإسلام محمود البيلوني، والشمس بن المنقار، وأخذ عنه جماعات، منهم العلّامة أحمد بن المنلا، والقاضي محبّ الدّين.
وكان إماما، بارعا، مفنّنا، مسندا، مصنّفا، وله مؤلفات في عدة فنون، منها «حاشية على شرح تصريف العزّي» للتفتازاني، و «شرح على النزهة في الحساب»
__________
[1] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (364- 366) .
[2] في «ط» : «وما ناف» .
[3] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 42- 43) و «إعلام النبلاء» (6/ 62- 72) و «الأعلام» (5/ 302- 303) و «معجم المؤلفين» (8/ 223- 224) .
[4] المعروف ب «درّ الحبب في تاريخ أعيان حلب» وقد طبع في وزارة الثقافة بدمشق بين عامي 1972- 1974 بتحقيق الأستاذين محمود الفاخوري ويحيى عبارة، وهي طبعة جيدة متقنة نافعة.

الصفحة 533