كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

العلماء العاملين، مع كمال الورع والتصلّب في الدّين، آية في الزّهد والتّقوى، متبحّرا في الفنون الشرعية والنقلية، مشاركا في العلوم العقلية. وكان يفسّر القرآن العظيم وينتفع به الناس، إلى أن توفي شهيدا في ذي القعدة، وذلك أنه طبّب فرهاد باشا الوزير [1] من سلس البول، فمات في أيام قلائل بالزّحير [2] فاتّهم بقتله، فترصّد له جماعته ساعة، حتّى خرج من داره، فضربوه بالسكاكين حتّى قتلوه، فغضب السلطان لذلك، وصلب بعضهم، ونفى الباقين.
وفيها الشيخ عبد القادر بن أحمد بن علي الفاكهي المكّي الشافعي [3] .
قال في «النور» : ولد في ربيع الأول عام عشرين وتسعمائة.
وكان إماما، عالما، وله تصانيف كثيرة، لا تحصى، منها شرحان على «البداية» للغزالي، ورأيت منها جملة عديدة في فنون شتّى، ولعمري أنه كان يشبه الجلال السيوطي في كثرتها، بحيث إنه يكتب على كل مسألة رسالة، مع أن عبارته ما هي بذاك رحمه الله.
وتوفي بمكّة. انتهى وفيها سراج الدّين عمر بن عبد الوهاب النّاشري اليمني الشافعي [4] .
قال في «النور» : ولد بمدينة زبيد.
وكان إماما، علّامة. وكان سئل عما يعتاده أهل زبيد من العيد الذي في أول خميس من رجب هل له أصل وهل هو سنّة أم لا، فأجاب بهذه الأبيات [5] :
وسائل سال عن قوم وعادتهم ... عيد الخميس الذي في مبتدا رجب
__________
[1] أخبار الوزير فرهاد باشا في «أخبار الدول وآثار الأول» (3/ 75 و 76 و 103) .
[2] الزحير: استطلاق البطن بشدة وتقطيع في البطن يمشّي دما. «القاموس المحيط» (زحر) .
[3] ترجمته في «النور السافر» ص (353- 354) و «الأعلام» (4/ 36) و «معجم المؤلفين» (5/ 283) .
[4] ترجمته في «النور السافر» ص (352- 353) .
[5] الأبيات في «النور السافر» ص (352- 353) وما بين الحاصرتين مستدرك منه.

الصفحة 582