كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

يا ناصر الدّين يا بن الكشك يا ذا الجود ... اسمع أقول لك نصيحة تطرب الجلمود
بسك تعاني اللبن فهمك هو المفقود ... يصير بالك وما لك والذّكا مفقود
وكان المذكور رئيس الكتبة بمحكمة القسمة ومامية ترجمانها، وكان يصير بينهما لطائف ووقائع.
وتوفي يوم السبت رابع عشر الحجّة ودفن بباب الفراديس. انتهى ملخصا.
وفيها المولى أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي الحنفي [1] الإمام العلّامة.
قال في «العقد المنظوم» : ولد سنة ثمان وتسعين وثمانمائة بقرية قريبة من قسطنطينية، وقرأ على والده كثيرا من جملة ما قرأه عليه «حاشية التجريد» للشريف الجرجاني بتمامها، و «شرح المفتاح» للشريف أيضا قرأه عليه مرتين، و «شرح المواقف» له أيضا، وصار ملازما من المولى سعدي جلبي، وتنقّل في المدارس، ثم قلّد قضاء برسه، ثم قضاء قسطنطينية، ثم قضاء العسكر في ولاية روم إيلي، ودام عليه مدة ثمان سنين، ثم لما توفي المولى سعد الله بن عيسى بن أمير خان تولى مكانه الفتيا، فقام بأعبائها أتمّ قيام، وذلك سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، واستمر على ذلك إلى أن مات، وسارت أجوبته في جميع العلوم وجميع الآفاق مسير النّجوم، وجعلت رشحات أقلامه تميمة نحر لكونها يتيمة بحر يا له من بحر [2] ، وكان من الذين قعدوا من الفضائل والمعارف على سنامها وغاربها، وضربت له نوبة الامتياز في مشارق الأرض ومغاربها، تفرّد في ميدان فضله فلم يجاره أحد، وانقطع عن
__________
[1] ترجمته في «العقد المنظوم» ص (439- 454) و «الكواكب السائرة» (3/ 35- 37) و «النور السافر» ص (239- 241) ووفاته فيه: «أبو السعود محمد بن مصطفى» وفيه وفاته سنة (952) وهو وهم. و «الأعلام» (7/ 59) و «معجم المؤلفين» (11/ 301- 302) و «الفوائد البهية» ص (81- 82) و «البدر الطالع» (1/ 261) .
[2] العبارة في «آ» على الشكل التالي: «وجعلت رشحات أقلامه تميمة نحر لكونها تميمة نحر لكونها من بحر يا له من بحر» .

الصفحة 584