كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

المتّقي الهندي، وجار الله بن فهد، والشيخ عبد الله العيدروس، وغيرهم.
وكان عالما، عاملا، متضلعا، متبحّرا. ورعا. وله مصنّفات، منها: «مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار» .
وكان يقوم على طائفتي الرافضة والمهدوية ويناظرهم ويريد إرجاعهم إلى الحقّ، وقهرهم في مجالس، وأظهر فضائحهم، وقال بكفرهم، فسعوا عليه، واحتالوا حتّى قتلوه في سادس شوال.
وفيها شمس الدّين، وقيل نجم الدّين، محمد بن محمد بن رجب البهنسي [1] الأصل الدمشقي المولد والمنشأ والوفاة، الحنفي الإمام العلّامة، شيخ الإسلام.
ولد في صفر سنة سبع وعشرين وتسعمائة، وأخذ عن ابن فهد المكّي وغيره، وتفقه بالقطب بن سلطان وبه تخرّج لأنه كان يكتب عنه على الفتوى، لأن القطب كان ضريرا، ثم أفتى استقلالا من سنة خمسين، واشتغل في بقية العلوم على الشيخ أبي الفتح المالكي، والشيخ محمد الأيجي نزيل الصالحية، وتخرّج به غالب حنفية دمشق، منهم الشيخ عماد الدّين المتوفى قبله، ورأس في دمشق.
وكان إماما، بارعا، وولي خطابة الجامع الأموي، ودرّس بالأموي والسيبائية، ثم بالمقدّمية، ثم بالقصّاعية، ومات عنها وعلوفته في التدريس بها ثمانون عثمانيا.
وحجّ مرتين، وألّف شرحا على كتاب «منتهى الإرادات» لم يكمله.
وكان من أفراد الدّهر وأعاجيب العصر.
وتوفي بعد ظهر يوم الأربعاء رابع أو خامس جمادى الآخرة، ودفن بمقبرة باب الصغير، وأرخ موته بعض الشعراء فقال:
لمّا لدار التّقى مفتي الأنام مضى ... فالعين تبكي دما من خشية الله
__________
[1] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 13- 15) و «عرف البشام» ص (35- 37) و «منتخبات التواريخ لدمشق» (2/ 590) و «معجم المؤلفين» (11/ 217) .

الصفحة 602