كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 10)

لفقد مولى خطيب الشّام سيّدنا ... من لم يزل قائما في نصرة الله
وفاته قد أتت فيما أؤرّخه ... (البهنسيّ عليه رحمة الله) [1]
وفيها عماد الدّين محمد بن محمد البقاعي الأصل ثم الدمشقي الحنفي [2] الإمام الأوحد العلّامة.
قال في «الكواكب» : مولده في سنة سبع وثلاثين وتسعمائة، وقرأ في النحو، والعروض، والتجويد، على الشّهاب الطّيبي المقرئ، والمعقولات على أبي الفتح المالكي، والشيخ علاء الدّين بن عماد الدّين رفيقا عليهما للشيخ إسماعيل النابلسي، والشمس بن المنقار، والأسد، والشيخ محمد الصّالحي، وغيرهم.
وقرأ في الفقه على النّجم البهنسي وغيره، وبرع في العربية وغيرها، وتصدّر للتدريس بالجامع الأموي، ودرّس بالريحانية، والجوهرية، والخاتونية، والناصرية، ومات عنها، وقصده للقراءة عليه الفضلاء وتردّد إليه النّواب وغيرهم.
وكان حسن الأخلاق، ودودا. وكان في ابتداء أمره فقيرا، ثم حصّل دنيا، ونال وجاهة وثروة، ولم يتزوج حتّى بلغ نحو أربعين سنة.
وكان حسن الشّكل، لطيف الذّات، جميل المعاشرة، خفيف الرّوح، عنده عقل وشرف نفس.
وكان يدرّس في التفسير وغيره، وانتفعت به الطلبة، منهم إبراهيم بن محمد بن مسعود بن محبّ الدّين، والشيخ تاج الدّين القطّان، والشيخ حسن البوريني، وغيرهم.
ومن شعره معمّى في عمر:
ولم أنس إذ زارني منيتي ... عشيّة عنّا الرّقيب احتبس
فمن فرحتي رحت أتلو الضّحى ... وحاسدنا مرّ يتلو عبس
وله معمّى في عليّ:
قد زارني من أحبّ ليلا ... بطلعة البدر والكمال
__________
[1] مجموعها في حساب الجمل (987) .
[2] ترجمته في «الكواكب السائرة» (3/ 40- 41) .

الصفحة 603