كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)

يُعَدُّ في أسْمَائِهِ: المُخْزِي، والمضِلُّ؛ لأنهُ (¬1) قَال: (وَأن الله مُخْزِي الكَافِرِيْنَ) [التوبة/2]. وَقَال كَذَلِكَ: (يُضِل اللهُ (¬2) مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِيْ مَنْ يَشَاءُ) [المدثر/31] فَإذَا لَمْ يَصِح أنْ يُدْخَلَ مِثلُ هَذَا فِي صِفَاتِهِ؛ لأنه كَلَامٌ لَم يُرْصَدْ (¬3) لِلْمَدْحِ وَالثنَاءِ بِهِ عَلَيْهِ، لم يَصِح كَذَلِكَ (¬4) أنْ يُعَدَّ مِنْهَا سَائِرُ مَا تَقَدمَ ذِكْرُهُ -والله أعلم-.
[قَالَ الشيْخُ] (¬5): ومما (¬6) جَاءَ فِي الحَدِيْثِ مما لَا يُؤْمَنُ وُقوعُ الغَلَطِ فِيهِ:
[41] قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَسُبَّنَّ (¬7) أحَدُكمُ الدَّهْرَ، فَإن الله هُوَ
¬__________
[41] أخرجه مسلم ج 4/ 1763 من حديث أبي هريرة، ألفاظ، برقم (5) و (6) برواية: "لا يسبُّ أحدكم الدهر؛ فإن الله هو الدهر، ولا يقولنَّ أحدكم للعنب: الكرم؛ فإن الكرم الرجل المسلم" وفي رواية للإمام أحمد 2/ 496: "لا تسبوا الدهر، فإن الله عز وجل قال: أنا الدهر، الأيام والليالي لي، أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك" وانظر المسند 2/ 395، 491، 499، و5/ 299، 311، فقد أخرجه من حديث أبي هريرة وابن أبي قتادة عن أبيه. وانظر غريب الحديث للهروي 2/ 145، والفائق 1/ 446.
__________
(¬1) في (م): "لأن الله تعالى".
(¬2) في (م): "وكذلك قال يضل من يشاء .... ".
(¬3) في (ظ) زيادة لفظ "يُرْض" ولا يستقيم معها المعنى، ثم ضبط: "يرصَدَ" بالنصب وكأنه أراد العبارة أن تكون: "لم يرض أن يرصد للمدح" والمثبت من (ت) و (م).
(¬4) في (م): "كذلك لا يصح".
(¬5) ما بين المعقوفين ليس في (ت) وفي (م): "قال أبو سليمان" بدلاً منها.
(¬6) في (ظ): "وما .... ".
(¬7) في (م): "تسبَّنَّ" بالتاء.

الصفحة 107