كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)

قَبْلَهُ وَخير مَا بَعْدَه وَنَعُوذ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا اليَوْمِ وَشَرِّ مَا قَبْلَهُ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ". قَدْ (¬1) يُسألُ عَنْ هَذَا فَيُقَالُ: مَا مَعْنَى اسْتِعَاذَتِهِ مِنْ سُوْءِ (¬2) زَمَانٍ قَدْ مَضَى وَقْتُهُ وَتَقضَّى (¬3) حكْمُهُ؟ وَالمَعْنَى: أنهُ طَلَبَ عَفْوَ اللهِ عَنْ ذَنْب كَانَ [قد] (¬4) قَارَفهُ في أمْسِهِ. وَالوَقْتُ -وإنْ كَانَ قَدْ مَضَى- فَإن تَبِعَتَهُ بَاقِيَةٌ. وَمَعْنَى مَسْألَتِهِ خَيْرَ مَا قَبْلَهُ: قبُولُ الحَسَنَةِ التي كَانَ قَدمَهَا في أمْسِهِ. والزمَانُ -وَإنْ كَانَ فَائِتَاً- فَإن الحَسَنَةَ التي عَمِلَهَا فِيْهِ مَوْجُوْدة وَبَرَكَتُهَا مَرْجُوَّةٌ (¬5) وَالخَيْرُ وَالشرُّ لَا يَتَعَلَّقَانِ بِأعْيَانِ الأيامِ، وإنما أُضِيْفَا إلَيْها عَلَى مَعْنَى أنهَا أوْقَاتٌ وَظُرُوْفٌ لَهُمَا يُوْجَدَانِ فِيهَا بِكَسْبِ الفَاعِلِيْنَ لَهُمَا (¬6).
[48] وَقَوْلُهُ: "وَأعُوْذُ بِكَ مِنَ الكَسَل وَالهَرَمِ، وسُوءِ الكبَرِ"؛
¬__________
[48] طرف من حديث رواه مسلم برقم 2723 ذكر، وأبو داود برقم 5071 أدب، من حديث عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله، لا اله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر، وفتنة الدنيا وعذاب القبر".
وأخرج الترمذي برقم 3390 بنحو من لفظهما.
وأخرج البخاري في الفتح برقم 6368 دعوات من حديث =
__________
(¬1) في (م): "وقد".
(¬2) في (م): "من شر".
(¬3) في (ت): "فتقضى".
(¬4) زيادة من (م).
(¬5) في (ظ): "مرجوءة".
(¬6) في (م): "لها".

الصفحة 118