كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)
[57] وَحدَّثَني فِي إسْنَادٍ لَهُ أن بَعْضَ الأنبِيَاءِ -صَلَوات الله عَلَيهم- كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "اللهم احفَظْني حِفْظَ الصبي" وَهَذَا قَدْ يَكُوْنُ مِنَ الوَجهِ الذِي ذَكَرنَاهُ، وَهُوَ مَا يَحْدُثُ عَلَيْهِ فِي الدْنيَا مِنْ آفَاتِهَا. وَقَد يُتَأوَّلُ (¬1) أيضَاً عَلَى مَعْنَى طَلَبِ العِصمَةِ وَأنْ يُحْفَظَ مِنَ الذنُوْبِ كَمَا حُفِظَ الصبي؛ فَلَم يُكْتَبْ عَلَيهِ ذَنْبٌ.
والاغْتِيَالُ: أنْ يُؤْتى المَرْءُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ وَأنْ يُدْهَى بمَكرُوهٍ لم يَرْتَقِبْهُ، وَيُقَالُ: قُتِلَ فُلَانٌ غِيْلَةً إذَا ظُفِرَ بِهِ في حَالِ غِرَّةٍ، وأوَانِ غَفلَةٍ فَقُتِلَ. وَأصْلُ هَذَا مِنَ الغُوْلِ، الذي (¬2) يُقَالُ: إنهَا تَغُولُ الناسَ، وَتَضِلْهُم، وَيُقَالُ: الخَمْر غُولُ العَقْلِ؛ وَذَلِكَ أنهَا تُذْهِبُ العَقْلَ، وَمِنْ هَذَا قولُهُم: غَالَتْ فُلَانَاً غَائِلَة إذَا أصَابَتْهُ دَاهِيَةٌ قَالَ ذو الرُّمَّةِ (¬3):
فأيقَنَ (¬4) قَلْبِي أنني لَاحِقٌ أبي ... وَغَائِلَتيْ غُوْلُ الرّجَالِ الأوَائِلِ
يُرِيدُ المَوْتَ.
[58] و (¬5) قوله: "اللْهُم عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللهم عَافِنَي فِي
¬__________
[57] لم أجده بهذا اللفظ وتقدم الحديث (56) بمعناه.
[58] من حديث بن أبي بكرة، أخرجه أبو داود برقم 5090 أدب، وابن السني ص 36 عن ابن أبي بكرة عن أبيه وابن الأثير في جامع الأصول برقم 2299، وإحياء علوم الدين 1/ 319.
__________
(¬1) في (م): "تناول" وهو تحريف.
(¬2) في (ظ) و (ت): "أي" والمثبت من (م).
(¬3) ديوانه 2/ 1353 والبيت آخر قصيدة طويلة، أبياتها (41) بيتاً.
(¬4) رواية: (ت) و (م): "وأيقن .... ".
(¬5) سقط الواو من (ت).
الصفحة 126