نَذرْتُ مِنْ نَذْرٍ فَمَشِيْئَتَكَ بينَ يَديْ ذَلِكَ كُلِّه". الصوابُ: أن تَنْصِبَ المَشِيْئَةَ عَلَى إضْمَارِ فِعْلٍ، كَأنهُ قَالَ: فَإني أقَدِّمُ مَشِيْئَتَكَ فِي ذَلِكَ [كله] (¬1) وَأنوِيْ الاسْتثنَاءَ فِيْهِ طَرْحَاً لِلْحَنَثِ عَني عِنْدُ وقُوْعِ الخُلْفِ. وَفِيْهِ حُجَّةٌ لِمَنْ ذهب مَذْهَبَ المَكِّيينَ في جَوَازِ الاسْتثنَاءِ مُنْفَصِلاً عَنِ اليَمين. ومما يَحْتَجُّوْنَ بِهِ فِي ذَلِكَ.
[61] حَدِيْثُ ابْنِ عَباس قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَالله لأغْزُوَنَّ قُرَيْشَاً، وَالله لأغْزُوَنَّ قُرَيْشَاً، وَالله لأغْزُوَنَّ قُرَيْشَاً". ثُم سَكَتَ سَاعَة ثُم قَالَ: "إنْ شَاءَ اللهُ". أخْبَرنَاهُ ابْنُ الأعْرَابي. قَالَ: حَدثَنَا الحَسَنُ (¬2) بُنْ مُكْرَم، قَالَ: حَدثَنَا الحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَذثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْب عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَباسٍ.
وَمَنْ رَوَاهُ، بِضَمِّ المَشِيْئَةِ كَانَ مَعْنَاه الاعْتِذَارُ بِسَابِقِ الأقْدَارِ العَائِقَةِ عَنِ الوَفَاءِ بِمَا ألزَمَهُ نَفْسَهُ مِنْهَا وَفِيْهِ طَرَفٌ مِن مَذْهَبِ الجَبْرِ، وَالأولُ
¬__________
= مختصراً وغريب الحديث للخطابي 1/ 646 عن طريق ابن خزيمة.
[61] أخرجه أبو داود برقم 3285 و3286 من حديث عكرمة، ورواه البيهقي في الأسماء والصفات ص 170 من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. فالحديث عند أبي داود مرسل وعند البيهقي مرفوع.
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 7/ 404 في ترجمة الحسن بن قتيبة متصلاً وقال في نهاية الترجمة: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: الحسن بن قتيبة متروك الحديث.
__________
(¬1) زيادة من (م).
(¬2) في (م): "الحسين". وهو خطأ والصواب ما أثبته. وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 7/ 432.