الباءِ- وَقَالَ: مَعْنَاهُ ذو الخُبْثِ (¬1).
[70] قَوْلُهُ عنْدَ خُرُوجِهِ (¬2) منَ الخَلَاء: "غُفْرَانكَ [رَبَّنَا وَإلَيْكَ المَصِيْرُ] (¬3) ". [الغُفْرَانُ: مَصْدَرٌ كالمَغْفِرَةِ، وَنَصَبَهُ على إضْمَارِ الطلَب وَالمسْألَةِ، كَأنهُ يَقُولُ: اللهم إني أسْألكَ غُفْرَانَك. كَمَا يقُولُ: "عفْوَكَ يا رَبُّ وَرَحْمَتَكَ" أيْ: هبْ لِي عفوَك ورحمتَك. والمَعْنَى في تَعْقيبِهِ الخُرُوجَ مِنَ الخَلَاء بِهَذَا الدُّعَاءِ يحتَمِلُ وَجْهين:
أحَدُهُما: أنه إنما اسْتَغْفَرَ لِترْكِه ذِكْر اللهِ -سُبْحَانَهُ- مدة لُبْثِهِ عَلَى الخَلَاءِ. وَكَانَ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَهْجُرُ ذِكْرَ اللهِ إلا عِنْدَ الحاجَة والخلَاءِ". فَكَأنَهُ رَأى هجرانَ الذكْرِ في تِلك الحالِ تَقْصِيراً، وعدَّهُ عَلَى نَفْسِهِ ذنْبَاً فَتَدَارَكَهُ بالاسْتِغْفارِ. وَقِيْلَ: مَعْنَاهُ: التوبَة مٍنْ تقْصِيْرِه في شُكْرِ النِّعْمَةِ التي أنْعَمَ بِهَا اللهُ عَلَيه؛ فَأطْعَمَهُ، ثم هضَمَهُ، ثم سَهَّلَ خُروجَ الأذى مِنْهُ؛ فَرأى شُكْرَهُ قاصِرَاً عنْ بُلوغِ حُقُوقِ هذِه النِّعْمَةِ (¬4)؛ فَفَزِغ إلَى الاسْتِغْفَارِ] (¬5) [مِنْهُ] (¬6) وَكَان
¬__________
[70] أخرجه أبو داود برقم (3)، والترمذي برقم (7)، وابن ماجه برقم (300) طهارة، والدارمي 1/ 174، والإمام أحمد في المسند 6/ 155، وابن أبي شيبة في المصنف برقم 9953، وابن السني ص 19 جميعهم =
__________
(¬1) انظر غريب الحديث لأبي عبيد 2/ 192.
(¬2) في (م): "عند الخروج".
(¬3) ما بين المعقوفين زيادة من (ت) ولم أجدها في أصل الحديث.
(¬4) في (م): "النعم".
(¬5) ما بين المعقوفين نقله عن الخطابي الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات القسم الثاني 2/ 63.
(¬6) زيادة من (م).