كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)

يجعَلَ رِزْقَهُ طَيِّبَاً، فَإن أكْلَ الحَلَالِ يَصلُحُ عَلَيْهِ القَلْبُ وَتَحْسُنُ مَعَهُ الأخْلَاقُ، وَأكْلُ الحَرَام يَفْسُدُ عَلَيْهِ القَلْبُ وَتَخْبُثُ مَعَهُ الأخْلَاقُ.
وَقَدْ ضَرَبَ اللُهُ -سُبْحَانَهُ- مَثلَ الحَق والبَاطِلِ بالنورِ والظُّلُمَاتِ، كَقَوْلهِ -سُبْحَانَهُ (¬1) -: (اللهُ وليُّ الذينَ آمَنُوا يخرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النورِ والذِينَ كَفَرُوا أوْليَاؤُهُمُ الطاغُوتُ يُخْرِجُونَهمْ مِنَ النورِ إلى الظُّلمَاتِ) [البقرة/257] وذلك أن أمْرَ الضلاَلَةِ (¬2) والبَاطِلِ مُظْلِمٌ غيرُ بَيّن، وَأمْرُ [الهُدَى و] (¬3) الحَق بيّن واضِحٌ كبيانِ النورِ.
[74] [و] (¬4) قوله: [- صلى الله عليه وسلم -] (¬5): "أسْالكَ يا قاضِيَ الأمورِ ويا
شَافِيَ الصُّدورِ كَما تُجيرُ بين البحورِ أنْ تُجيرني من عذابِ السَّعيرِ وَمِنْ دَعْوَةِ الثُّبورِ و [من] (¬6) فِتْنَةِ القُبورِ".
أصلُ الثبورِ: الهلاكُ، [يقال] (6): ثُبِرَ الرجلُ فهو مثبورٌ، إذا: أصابَهُ الهلاكُ. ومن هذا [قولُ الله تعالى] (¬7): (وإني أَظُنُّكَ
¬__________
[74] تقدم في الحديث الطويل السابق، وانظر كنز العمال 2/ 171، 172، 650، والإحياء 1/ 314.
__________
(¬1) في (م): "تعالى".
(¬2) في (م): "الضلال".
(¬3) ما بين المعقوفين زيادة من (م).
(¬4) زيادة من (م).
(¬5) زيادة من (ت).
(¬6) زيادة من (م) في الموطنين.
(¬7) في (م): "قوله سبحانه".

الصفحة 147