كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)

وَقَدْ يحتملُ أيْضَاً (¬1) أنْ يكونَ المرادُ بِهِ (¬2) أجرُها وثوابُها. ويحتملُ أنْ يرادَ بهِ التعظيمُ لها والتفخيمُ لِشَأنِهَا؛ كَمَا يقولُ القائلُ: تكلَّمَ فلان اليومَ بكلمةٍ كأنها جبلٌ، وحلفَ بيمينٍ كالسمواتِ والأرضين؛ وكَما يُقالُ: هذه كلمةٌ تملأُ طِباقَ الأرضِ، أيْ: أنها تسيرُ وتنتشرُ في الأرضِ، كما قَالُوا كلمة تملأُ الفَمَ وتملأ السَّمْعَ، ونحوَها من الكَلَام. والمِلءُ -بكسر الميم- الاسم. والمَلء: المصدرُ من قولكَ ملأتُ (¬3) الإِناءَ مَلْئَاً.
[83] [و] قولُهُ: "وأعوذ بكَ مِنْ فتنةِ المسيحِ الدّجَّالِ" عوامِ الناس يولَعُونَ -بكسر الميم- من المَسيْح، وتثقيل السين -لِيَكون ذلِكَ عندَهُم فَرقَاً بينَ عِيسى [عليه السلام] (¬4) وبينَ مَسِيْحِ الضَّلاَلَةِ (3). والاختيارُ في كل واحدٍ [منهما: فتحُ الميم] (¬5) وتخفيفُ السين. وإنما سُمِّيَ الدَّجَالُ مَسِيْحاً لأنَهُ مَمْسُوحُ (3) إِحدَى العَيْنين.
وَسُمِّيَ عيسى -[صلواتُ الله عليه] (¬6) - مَسِيْحاً لأنهُ [كان] (¬7) إذا مَسَحَ ذَا عَاهَةٍ بَرَأ. فَهُوَ في نعْتِ عِيْسى [عليه السلام] (7) فَعيلٌ
¬__________
[83] رواه البخاري في الفتح برقم 6368، 6375 دعوات، وصحيح الجامع الصغير 1/ 409، وسبق تخريجه مع الحديث رقم (48).
__________
(¬1) سقط: "أيضاً" من (م).
(¬2) في (م): "بها".
(¬3) في (ظ 2) أتلفت الأرضة مكان الكلمات الثلاث.
(¬4) زيادة من (م).
(¬5) ما بين المعقوفين في (ت) و (ظ 2): "نصب الميم".
(¬6) في (م): "عليه السلام".
(¬7) زيادة من (م) في الموطنين.

الصفحة 156