كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)

ألَا يَا زَيْدُ والضَّحَّاكَ سِيْرَا ... فَقَدْ جَاوَزْتُمَا خَمَرَ الطَّرِيقِ
فَعَطَفَ عَلَى مَوْضعِ المُنَادَى.
[قوله] (¬1): "والكَائِنُ بَعْدَمَا لَا يَكُوْنُ شَيْءٌ" مَضْمُومُ النوْنِ عَلَى اسْتِئْنَافِ النِدَاءِ؛ إِذَا طَالَ الكَلَامُ قُطِعَ، وَاسْتُؤْنِفَ مَا بَعْدَهُ، وَكأنه أضمر (¬2) فِيْهِ أنتَ.
[99] [و] (¬3) قَوْلُهُ: "اللهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاء الثَّلْجِ وَاِلبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبي مِنِ الخَطَايَا كَمَا نَقيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنس، وَبَاعِدْ بَيْني وَبين خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بين المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ" [قَالَ أَبو سُلَيْمَانَ] (¬4): مَعْنَى ذِكْرِهِ (¬5) الثَّلجِ وَالبَرَدِ تَوْكِيْدٌ لِلتَّطْهير، وَمبَالَغَةٌ فِيْه، وَذَلِكَ أن الثَّلْجَ وَالبَرَدَ مَاءَانِ مَفْطُوْرانِ عَلَى خلْقَتهِمَا، لَمْ تَمترِسْهُمَا الأيْدِي، وَلَم (¬6) تَخُضْهُمَا الأرْجُل كَسَائِرِ المِيَاهِ التي قَدْ
¬__________
[99] سبق مع الحديث برقم (48)، وانظر كنز العمال 2/ 177، 210، 211. وصحيح الجامع الصغير 1/ 407 برقم 1299.
__________
= 2/ 512، وشطره الأول في الهمع 2/ 142 والدرر 2/ 196 والثاني في اللسان (خَمَرَ). وخَمَر الطريق: ما واراك منه. من شجر ووهاد وجبال ...
(¬1) سقط ما بين المعقوفين من (ظ).
(¬2) في (ظ): "أضرَّ".
(¬3) زيادة من (م).
(¬4) في (ت) و (ظ 2): "قلتُ" بدل: "قال أبو سليمان".
(¬5) في (ظ): "ذكر".
(¬6) في (ظ 2): "ولا تخضهما".

الصفحة 169