كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)

المَكْرُوْهِ ما احْتَمَلَهُ الإنْسَانُ، واسْتَقَلَّ بِهِ، فَأما الكَثيرُ الدَّائِمُ منْهُ فَغيرُ مُحْتَمَلٍ وَلَا مُسْتَطَاع وَإذَا ابْتُلِيَ بِهِ الإِنْسَانُ افْتُتِنَ فِي دِيْنِهِ، وَخِيْفَ عَلَيْهِ الوُقُوعُ في المأثَمِ، فاسْتَعَاذَ باللهِ منْهُ، وَفَزِعَ إِلَيْهِ فِي صَرْفِهِ عَنْهُ.
وَجِوَارُ (¬1) البَوادي جِوَارُ نُجْعَةٍ وَمُقَامُهُمْ فِيْها مُقَامُ قُلْعَةٍ؛ لأنهُم إِنما يبْتَغُونَ (¬2) مَوَاقِعَ الغَيْثِ، فَإذَا نَفِدَتْ تِلْكَ المِيَاهُ انَتَقَلُوا، وَتبَايَنَتْ بهمُ المَحَالُّ. وجِوَارُ المَقَامِ فِي البُلْدَان جِوَاز يَتَّصِلُ مَدَى العُمْرِ، وَيَدُوْمُ وَلا يَنْقَطِعُ، وَيُقَالُ: هَذِهِ دَارُ مَقَامٍ، وَدَارُ مَقَامَةٍ، وَنَظيرُ هَذَا (¬3).
[103] قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "أعُوْذُ بكَ مِنَ الصَّمَمِ، وَالبكَمِ،
والجنونِ، وَالجُذَامِ، وَالبَرَصِ، وَسَيِّىَءِ الأسْقَامِ" فَيُقَالُ كَيْفَ لَمْ
يَسْتَعِذْ مِنَ الحُمَّى، والصُّداعِ، والرَّمَدِ ونحوِها مِن العِلَل والأمْرَاض؟ وَالجَوَاب (¬4) في هَذَا كَالأولِ أوْ قَرِيْبٌ مِنْهُ، وَذَلِكَ أن هَذِهِ الأمُورَ آفَاتٌ (¬5) وَعَاهَات تُفْسِدُ الخِلْقَةَ، وَتُغَيرُ الصُّورَةَ، وتُورِثُ
¬__________
[103] أخرجه الحاكم 1/ 530 على شرط البخاري ومسلم ووافقه الذهبي وأبو داود برقم 1554، والنسائي 8/ 271، ومصنف عبد الرزاق 10/ 439، والمصنف لابن أبي شيبة برقم 9178، والإمام أحمد في المسند 3/ 192، وصحيح ابن حبان برقم 2442 موارد، بنحوٍ من لفظه. والفيض القدير 2/ 123، 150، وصحيح الجامع الصغير 1/ 405 برقم 1292، والحافظ العراقي في الإحياء 1/ 322، وكنز العمال 2/ 188.
__________
(¬1) في (م): "جواز".
(¬2) في (م): "يتبعون".
(¬3) في (ت) و (ظ 2): "ونظيرها".
(¬4) في (م) و (ظ 2): "فالجواب".
(¬5) في (ت) و (ظ 2): "آفة".

الصفحة 172