كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)

النُّقْصَانُ بَعْدَ الزَيَادةِ، وذلك أنْ يَكُوْنَ الإنْسَانُ عَلَى حَالَةٍ جَميْلَةٍ، فَيَحُورَ عَنْ ذلِكَ؛ أيْ: يَرْجِعُ. وَأخْبَرَنِي عَبْدُ الرحْمنِ بنُ الأسَدِ عَنِ (¬1) الدَّبَرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سُئِلَ مَعْمَر عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ (¬2): هُوَ الكُنْتيُّ، وَمَعْنَى الكُنْتي أنْ يَكُونَ الإنْسَانُ قَدْ بَلَغَ حَالَةً مِنَ النقْصِ لَا يَزَاَلُ يُخْبِرُ الرَّاهِنَ مِنْهَا بِالمَاضِي فَيَقُولُ (¬3): كُنْتُ مُوسِراً فَأهَبُ، وَكُنْتُ شَابَّاً فَأغْزُو، وَنَحْوَ هَذَا مِن الأمْرِ (¬4). وَأنْشَدَ أبو زيدٍ (¬5):
إذَا مَا كُنْتَ مُلْتَمِسَاً صَدِيْقَاً ... فَلَا تَظْفَرْ بِكُنْتيٍّ كَبيرِ
وَقَدْ جَاءَ فِي غير هَذَا الحَدِيْثِ. الكَوْرُ، وَهُوَ مَأخُوْذ مِنْ كَوْرِ العِمَامَةِ. يَقُولُ: قَدْ تَغَيَّرَ وَانْتَقَضَ كَما يُنْقَضُ (¬6) كَوْرُ العِمَامَةِ.
[111] [و] (¬7) قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ دُخُوْلِ الخَلَاءِ: ["اللهم إني
¬__________
= الزوائد 10/ 130، وغريب الحديث لأبي عبيد 1/ 219.
[111] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف برقم 9950 و9952، وابن ماجه برقم 299 طهارة، وابن السني ص 6، وغريب الحديث لأبي عبيد 2/ 191، والفائق 1/ 323.
__________
(¬1) في (م): "قال أنبأنا" مكان "عن".
(¬2) في (ظ 2): "قال".
(¬3) في (ظ 2): "فقال".
(¬4) في (م): "من الأمور".
(¬5) انظر الدرر 2/ 229، والهمع 2/ 193.
(¬6) في (م): "ينتقض".
(¬7) الواو زيادة من (م) وليست فيها عبارة: " - صلى الله عليه وسلم - ".

الصفحة 181