كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)

مُلِمَّة، وَأصلُها (¬1) مِنْ ألمَمْتُ إْلمَامَاً فَأنَا مُلِمُّ. يُقَالُ: ذَلِكَ الشيْءُ (¬2) يَأتِيْهِ ويُلِمُّ بِهِ، وذلك لأنهُ (¬3) لَمْ يُرِد طَرِيْقَ الفِعْلِ، وَلَكِنْ أرَادَ أنهَا ذَاتُ لَمَمٍ. كَقَوْلِ النابِغَةِ (¬4):
كِلِيْنِيْ لهمٍّ يَا أُمَيْة نَاصِبِ
أيْ (¬5): ذِيْ نَصَبٍ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ الله -سُبْحَانَهُ (¬6) -: (وَأرْسَلْنَا الريَاحَ لَوَاقِحَ) [الحجر/ 22] وَاحِدَتُها: لاَقِحٌ؛ يَعْني أنهَا ذَاتُ لَقحٍ وَلَو كَانَ عَلَى مَذْهَبِ الفِعْلِ لَقَالَ (¬7): مُلْقِحٌ؛ لأنهَا تُلْقِحُ (¬8) السَّحَابَ وَالشَّجَرَ (¬9). وَأمَّا قَوْلُهُ: "كلِمَاتُ الله التامَّةُ" فَقَدْ فسَّرْنَاهُ فِيْمَا تَقَدمَ، وَبَيَّنَّا مَعْنَى التمَامِ فِيْهَا؛ فَأغْنَى ذلِكَ عَنْ إعَادَتِهِ هَا هُنَا (¬10).
[114] [و] (¬11) قَوْلُهُ: "إنه (¬12) - صلى الله عليه وسلم - كَان يَتَعَوَّذُ مِنْ [خمس] (¬13) العَيْمَةِ
¬__________
[114] لم أجد الحديث إلا في النهاية في مادة: أيم، غيم، قرم، كزم.
__________
(¬1) في (ظ): "وأهلها".
(¬2) في (م) و (ظ 2): "للشيء".
(¬3) في (م): "أنه".
(¬4) هذا صدر بيت له في ديوانه ص 54 يشكل مع عجزه:
وليل أقاسيه بطيء الكواكب
مطلع قصيدته المشهورة في مدح عمرو بن الحارث.
(¬5) في (ت): "ذو".
(¬6) في (ت) و (ظ 2): "تعالى".
(¬7) في (م): "لكان".
(¬8) في (ت) و (ظ 2): "لأنه يلقح".
(¬9) انظر الهروي 3/ 131.
(¬10) انظر ص 137 - 138.
(¬11) زيادة من (م).
(¬12) سقطت: "إنه" من (ت) و (ظ 2) وفي (م) جاء بعد: " - صلى الله عليه وسلم - ".
(¬13) ليست في (ظ)، وفي (ظ 2): "خمسة".

الصفحة 184