كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)

وَالغَيْمَةِ وَالأيمَةِ وَالكَزْمِ وَالقَرَمِ".
العَيْمَةُ: شَهْوَةُ اللَّبَن حَتى لَا يُصْبَرَ عَنْهُ، يُقَالُ: عَامَ الرجُلُ يَعِيْمُ عَيْمَاً، ورَجُلٌ عَيْمَانُ. وَالغَيْمَةُ: أَنْ يَكُوْنَ الإنْسَانُ شَدِيْدَ العَطَشِ، كَثيرَ الاسْتِسْقَاءِ لِلْمَاءِ. وَالأيمَةُ: طُوْلُ التَّعَزُّبِ، مِنْ قَوْلِكِ رَجُلٌ: أيْمٌ، وَامْرأة أيْمٌ. إذَا كَانَا عَزْبَيْن. وَأخْبَرَنِي أبو عُمَر (¬1) عَنْ أبِي العَباسِ، أحْمَدِ بْنِ يَحْيىَ (¬2)، قَالَ: العَرَبُ تَقُوْلُ في الدُّعَاءِ عَلَى الإنْسَانِ: مَا لَهُ! عَامَ وغامَ وَآمَ، فمعنى (¬3): عَامَ: أنْ تهلِكَ إبلُهُ وَمَاشِيَتُهُ؛ فَلَا يَجدُ لَبَنَاً يَحْلِبُهُ.
وَمَعْنَى غَامَ: أنْ يَشْتَدَّ عَطَشُهُ فَلَا (¬4) يَجدُ مَاء يَشْرَبُهُ.
وَمَعْنَى (¬5) آمَ: أنْ تَطُوْلَ أيمَتُهُ؛ فَلَا يَجدُ نِكَاحَاً. وَأما القَرَمُ: فَهُوَ فِي اللَّحْمِ كَالعَيْمَةِ في اللَّبَنِ؛ يُقَالُ: قَرِمْتُ إِلَى اللَّحْمِ فَأنَا قَرِمٌ إلَيْهِ.
وَأما الكَزْمُ: فَشِدَّةُ الأكْلِ، [مِنْ قَوْلِكَ] (¬6): كَزَمَ الرجُلُ الشيْءَ بِفيه يَكْزِمُهُ كَزْمَاً؛ إذَا كَسَرَهُ، المَصْدَرُ سَاكِنُ الزاي، وَالاِسم بِفَتْحِهَا. وَيُقَالُ: كَزَمَ، وَأزَمَ، وَبَزَمَ، وَكَدَمَ، وَعَذَمَ، كُلُّهُ بِمَعْنَى وَاحِدٍ.
¬__________
(¬1) هو الزاهد، المعروف بغلام ثعلب تقدم في ص 54.
(¬2) سقط: "أحمد بن يحيى" من (م).
(¬3) في (ظ) و (ت): "بمعنى".
(¬4) في (ت) و (ظ 2): "ولا" في الموطنين.
(¬5) سقطت كلمة: "معنى" من (م).
(¬6) ما بين المعقوفين سقط من (ت) و (ظ 2).

الصفحة 185