كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)

بِهُدَاكَ هِدَايَةَ الطرِيْقِ وَسَلِ الله السَّدَادَ وَأنْتَ تَعْنِي بِذَلِكَ سدَادَ السَّهْمِ" مَعْنَى هَذَا الكَلَامِ: أن الرامِي لا يَرْمِي إلا بِالسَّهْمِ الذي قَدْ سُوِّيَ قِدْحُهُ وَأصْلَحَ رِيْشَهُ وَفُوْقَهُ، حَتَى يَعْتَدِلَ وَيَتَسَدَّدَ، وَإنهُ مَهْمَا قَصُر عَنْ شَيْءٍ [من هذا] (¬1) لَمْ يَتَسَدَّدْ رَمْيُهُ وَلَمْ يَمْضِ (¬2) نحْوَ الغَرَضِ سَهْمُهُ. فَأمَرَ الدَّاعي إذَا سَألَ الله السَّدَادَ أنْ يُخْطِرَ بِبَالِهِ (¬3) صِفَةَ هَذَا السَّهْمِ المُسَدَّدِ، وَ [أن] (¬4) يُحْضِرَهَا لِذِكْرِهِ؛ لِيَكُوْنَ مَا يَسْألُ الله -جَل وَعَز- منه عَلَى شَكْلِهِ وَمِثالِهِ؛ وَكَذلِكَ هَذَا المَعْنَى في طَلَبِ الهُدَى، جَعَلَ هِدَايَةَ الطَرِيْقِ مَثَلاً لهُ، إذْ كَانَتْ (¬5) الهُدَاةُ لا يَجُورُوْنَ عَنِ القَصْدِ، وَلَا يَعْدِلُوْنَ عَنِ المَحَجَّةِ، إنما يَرْكَبُوْنَ الجَادَّةَ فَيَلْزَمُوْن (¬6) نَهْجَهَا [و] (¬7) يَقُوْلُ: فَلْيَكُنْ مَا تَؤُمُّهُ مِنَ الهُدَى، وَتَسْلُكُهُ مِنْ سَبِيْلِهِ كَذَلِكَ.
[125] [و] (7) قَوْلُهُ: "أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَضَلَعِ الدَيْن" [الهَمُّ: لِمَا يستقبلُ، والحَزَنُ: لِمَا مَضَى] (¬8) وَضَلَعُ الدَّيْنِ:
¬__________
[125] أخرجه البخاري في الفتح برقم 6363 و6369 دعوات، والامام أحمد 3/ 159، وانظر صحيح الجامع الصغير 1/ 408 برقم 1300.
__________
(¬1) ما بين المعقوفين في (ت) و (ظ 2) و (م) وهو في (ظ) مشطوب عليه.
(¬2) في (م): "يرم".
(¬3) في (م): "بفهمه".
(¬4) سقط ما بين المعقوفين من (ظ).
(¬5) في (ظ): "كان".
(¬6) في (ت) و (ظ 2) و (م): "ويلزمون".
(¬7) سقطت الواو من (ت) و (ظ 2) و (م) في الموطنين.
(¬8) جاء ما بين القوسين في (ظ) في الحاشية دون الإشارة إلى أنه من الأصل، وهو في أصل (ت) و (م) و (ظ 2).

الصفحة 193