كتاب شأن الدعاء (اسم الجزء: 1)

ثِقلُهُ، وَغِلَظُهُ؛ وَالضَّلِيْعُ: الغَلِيْظُ (¬1) مِنْ كُل شَيْءٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أكَلَ الرَّجُلُ حَتى تَضَلَّعَ.
[126] [و] (¬2) قَوْلُهُ: "اللَّهُمَّ (¬3) إنِّي أعُوْذُ بِكَ من فقر مُرِبٍّ أو مُلِبٍّ". المُلِبُّ: المُقْعَدُ (¬4) المُلْزَقُ بِالأرْضِ. يُقَالُ: أرَبَّ بِالمَكَانِ، وَألَبَّ بِهِ؛ إذَا أقَامَ، وَهَذَا كَقَوْلِ النَّاسِ قَدْ لَزِقَ فُلَانٌ بالتُّرَابِ (¬5) إذا افْتَقَرَ، قُلْتُ (¬6): وَلَيْسَ هَذَا بِخِلَافٍ.
[127] لِقَوْلِهِ: "اللَّهُمّ أحْيِنيْ مِسْكِيْنَاً، وأَمِتْني مِسْكِيْنَاً، وَاحْشُرْني في زُمْرَةِ المَسَاكين" وَمَعْنَىَ المَسْكَنَةِ، هَا هُنَا (¬7)، التوَاضُع، وَالإخْبَاتُ، وَإنما سَألَ الله أنْ لَا يَجْعلهُ مِنَ الجَبَّارِيْنَ المتكَبِّرِيْنَ، وَأنْ
¬__________
[126] في النهاية 2/ 181/ ربب/: "اللهم إني أعوذ بك من غنى مبطر، وفقرٍ مُرِبٍّ" أو قال: "ملبٍّ".
[127] طرف من حديث تمامه عند الترمذي برقم 2352: يوم القيامة.
فقالت عائشة: لِمَ يا رسول الله؟ قال: "إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً. يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة، يا عائشة. أحبي المساكين وقرِّبيهم؛ فإن الله يقربكِ يوم القيامة".
وانظر، فيض القدير 2/ 152، وصحيح الجامع الصغير 1/ 398 برقم 1272.
__________
(¬1) في (م): "الثقيل".
(¬2) زيادة من (م).
(¬3) سقطت كلمة: "اللهم" من (ت) وشطب عليها في (ظ 2).
(¬4) في (م): "المعقد" وهو سبق قلم.
(¬5) في (م): "والتراب".
(¬6) في (ت) و (م) و (ظ 2): "قال أبو سليمان".
(¬7) في (م): "هنا" فقط بدون "ها".

الصفحة 194