146 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحق ثنا سعيد بن سليمان ثنا عباد عن سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان اسم إبليس عزازيل و كان من أشراف الملائكة من ذوي الأربعة الأجنحة ثم أبلس بعد
147 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و محمد بن موسى قالا : ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا وكيع عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان إبليس من خزان الجنة و كان يدبر أمر سماء الدنيا
148 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و محمد بن موسى قالا : ثنا أبو العباس الأصم ثنا السري بن يحيى ثنا عثمان بن زفر ثنا يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله : ـ { كان من الجن } قال : كان من الجنانين الذين يعملون في الجنة
قال الحليمي رحمه الله : ثم إن الملائكة يسمون روحانيين ـ بضم الراء و سمى الله عز و جل جبريل عليه السلام الروح الأمين و روح القدس
و قال : { يوم يقوم الروح و الملائكة صفا }
فقيل : إن المراد به جبريل عليه السلام و قيل : إنه ملك عظيم سوى جبريل يقوم وحده صفا و الملائكة صفا
و من قال هذا قال : الروح جوهر و قد يجوز أن يؤلف الله سبحانه أرواحا فيجسمها و يخلق خلقا ناطقا عاقلا
و قد يجوز أن تكون أجسام الملائكة على ما هي عليه اليوم مخترعة كما اخترع عيسى و ناقة صالح عليهما السلام
و قال بعض الناس إن الملائكة روحانيون ـ بفتح الراء ـ بمعنى أنهم ليسوا محصورين في الأبنية و الظلل و لكنهم في فسحة و بساطة
و قد قيل إن ملائكة الرحمة هم الروحانيون و ملائكة العذاب هم الكروبيون فهذا من الكرب و ذاك من الروح و الله تعالى أعلم
قال البيهقي رحمه الله : و ذكر وهب بن منبه أنبأ الكروبيين سكان السماء السابعة يبكون و ينتحبون
و قد ذكرنا الأخبار التي وردت في تفسير الروح و الملك الذي يسمى روحا في الثالث عشر من كتاب الأسماء و الصفات
و قد تكلم الناس قديما و حديثا في المفاضلة بين الملائكة و البشر فذهب ذاهبون إلى أن الرسل من البشر أفضل من الرسل من الملائكة و الأولياء من البشر أفضل من الأولياء من الملائكة و ذهب آخرون إلى أن الملأ الأعلى مفضلون على سكان الأرض و لكن واحد من القولين وجه
149 - و قد أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو حامد بن بلال ثنا أبو زرعة الرازي حدثنا هشام بن عمار ثنا عبد ربه بن صالح القرشي ثنا عروة بن رويم عن الأنصاري : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لما خلق الله آدم عليه السلام و ذريته قالت الملائكة يا رب خلقتهم يأكلون و يشربون و ينحكون و يركبون فاجعل لهم الدنيا و لنا الآخرة فقال الله تبارك و تعالى :
لا أجعل من خلقته بيدي و نفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان قال البيهقي رحمه الله و قال فيه غيره عن هشام بن عمار بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري و في ثبوته نظر
و من قال في الملائكة هم قبيلان أشبه أن يقول في هذا : أراد القبيل الذي كان منهم إبليس دون الملأ الأعلى و هم الأشراف و العظماء و الله تعالى أعلم
و روينا عن عبد الله بن سلام أنه قال :
إن أكرم خليقة الله تعالى على الله سبحانه أبو القاسم صلى الله عليه و سلم قال بشر قلت رحمك الله فأين الملائكة قال : فنظر إلي و ضحك فقال : يا ابن أخي ! و هل ما تدري ما الملائكة إنما الملائكة خلق كخلق الأرض و خلق السماء و خلق السحاب و خلق الجبال و خلق الرياح و سائر الخلائق و إن أكرم الخلائق على الله تعالى أبو القاسم صلى الله عليه و سلم
و ذكر الحديث
150 - أخبرناه أبو الحسن المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ثنا مهدي بن ميمون ثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف عن ابن سلام : فذكره
151 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي حدثنا حفص بن عمر عن الحكم عن عكرمة قال سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول : إن الله عز و جل فضل محمدا صلى الله عليه و سلم على أهل السماء و على الأنبياء قالوا يا ابن عباس ما فضله على أهل السماء ؟ قال لأن الله عز و جل قال لأهل السماء :
{ ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين }
و قال لمحمد صلى الله عليه و سلم :
{ إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر }
قالوا يا ابن عباس ! ما فضله على الأنبياء ؟ قال لأن الله عز و جل يقول :
{ و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه }
و قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه و سلم :
{ و أرسلناك للناس رسولا }
فأرسله الله تعالى إلى الإنس و الجن
و كذلك رواه إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه و ليس بالقوي
و من قال بالقول الآخر عارضه بقوله عز و جل :
{ لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين }
إلا أن يقول قائل : الخطاب وقع إليه و المراد به غيره أو يقول إن كان هو المراد به فقد أمنه بالآية التي قرأها ابن عباس فيما روي عنه