كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 1)

باب الدليل على أن الإيمان و الإسلام على الإطلاق عبارتان عن دين واحد ـ قال الله تعالى : { إن الدين عند الله الإسلام } و قال { قولوا آمنا بالله } فصح أن قولنا إيمان بالله إسلام و قال في قصة لوط : { فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } فسماهم مرة مؤمنين و مرة مسلمين و إنما أراد تمييزهم عن غيرهم بأديانهم فصح أن الإيمان و الإسلام اسمان لدين واحد و إن كانت حقيقة الإسلام : التسليم و حقيقة الإيمان : التصديق فاختلاف الحقيقة فيهما لا يمنع من أن يجعلا اسما لدين واحد كالغيث و المطر هما اسمان لمسمى واحد و إن كان حقيقة الغيث في اللسان غير حقيقة المطر
18 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ الإسفراييني بها أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله عنه : أن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
من القوم ؟
قالوا : ربيعة
قال : مرحبا بالوفد غير الخزايا و لا النادمين
قالوا : يا رسول الله : إنا حي من ربيعة و إنا نأتيك من شقة بعيدة و إنه يحول بيننا و بينك هذا الحي من كفار مضر و إنا لا نصل إلا في شهر حرام فمرنا بأمر فصل ندعو إليه من وراءنا و ندخل به الجنة
قال : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
آمركم بأربع و أنهاكم عن أربع :
آمركم بالإيمان بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ شهادة ان لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و أن تعطوا من المغانم الخمس
و أنهاكم عن أربع : عن الدباء و الحنتم و النقير و المزفت ـ قال و ربما قال : المقير ـ احفظوهن و ادعوا إليهن من وراءكم
أخرجه البخاري و مسلم فقال الصحيح من حديث شعبة و غيره
فسمى رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمة الشهادة في هذا الحديث إيمانا و سماها في حديث آخر إسلاما

الصفحة 50