كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 1)

929 - قال و ثنا أبو العباس بن مسروق حدثني عصمة بن سليمان حدثني عصمة بن عرفة العنبري قال : سمعت عنبسة الخواص قال : كان عتبة الغلام يزورني فربما بات عندي قال : فبات عندي ذات ليلة فبكى في السحر بكاءا شديدا فلما أصبح قلت : لقد فزعت قلبي منذ الليلة ببكائك فبم ذاك يا أخي ؟ قال : يا عنبسة ! و الله إني إذا تذكرت يوم العرض على الله ثم مال ليسقط فاحتضنته فجلعت أنظر إلى عينيه يتقلبان قد اشتدت حمرتهما قال ثم أزبد و جعل يخور فناديته : عتبة ! عتبة ! حبيبي ! قال فلبث ثلاثا لا يجيبني ثم هدا فناديته : عتبة ! عتبة فأجابني بصوت خفي : قطع ذكر العرض على الله أوصال المحبين
قال : ثم جعل يحشرج و يردد حشرجة الموت و يقول : أتراك تعذب محبيك و أنت الحي الكريم ! قال : فلم يزل يرددها حتى و الله أبكاني
930 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن أمية القرشي ثنا أبو العباس بن مسروق حدثني محمد بن داود بن عبد الله ثنا عبد الله بن الجوزي الأسدي حدثني محمد بن السماك قال : دخلت البصرة فقلت لرجل كنت أعرفه دلني على عبادكم فأدخلني على رجل عليه لباس الشعر طويل الصمت لا يرفع رأسه إلى أحد قال : فجعلت استنطقه الكلام فلا يكلمني قال : فخرجت من عنده فقال لي صاحبي : ها هنا ابن عجوز هل لك فيه ؟ قال : فدخلنا عليه فقالت العجوز لا تذكروا لابني شيئا مكن من أمر جنة و لا نار فتقتلوه علي فليس لي غيره قال : فلما دخلنا عليه فإذا عليه من اللباس مثل ما على صاحبه منكس الرأس طويل الصمت فرفع رأسه فنظر إلينا ثم قال أما أن للناس موقفا لا بد أن يقفوه قال قلت : بين يدي من رحمك الله ؟ قال : فشهق شهقة فمات قال ابن السماك : فجاءت العجوز فقالت : قتلتم ابني ! قال : فكنت فيمن صلى عليه ـ رحمه الله تعالى

الصفحة 525