935 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي الحسين بن صفوان ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثني محرز أبو هارون الضبي قال : كان عندنا رجل بالكوفة يغدو إلى الفرات فلا يزال يبكي حتى يرتفع النهار ثم يرجع فيقيل فإذا صلى انتصب لله فلا يزال مصليا إلى العصر ثم يروح إلى الفرات فيقعد يبكي قال : فقيل له في ذلك فقال : هذا مطيع لله أجراه برحمته و صيره رزقا لعباده و أنا أعصيه غير خائف و لا متوقع للنقم قال : ثم خر ميتا قال أبو هارون فأنا حضرت جنازته و ما علمت أن أحدا علم بموته فتخلف عنه
936 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن إسحاق بن حمزة البخاري حدثني أبي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا محمد بن مطرف عن أبي حازم ـ أظنه ـ عن سهل بن سعد : أن فتى من الأنصار دخلته خشية من النار فكان يبكي عند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت و ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فجاءه في البيت فلما دخل عليه اعتنقه الفتى و خر ميتا فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
جهزوا صاحبكم فإن الفرق فلذ كبده
937 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : و أخبرنا أبو عبد الله الصفار على أثره ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا محمد بن إسحاق الثقفي
و أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى إملاء ثنا محمد بن إسحاق الثقفي أبو العباس حدثني أحمد بن منصور الأنصاري عن منصور بن عمار قال : حججت حجة فنزلت سكة من سكة الكوفة فخرجت في ليلة مظلمة فإذا بصارخ يصرخ في جوف الليل و هو يقول : إلهي و عزتك و جلالك ما أردت بمعصيتي إياك مخالفتك و لقد عصيتك إذا عصيتك و ما أنا بنكالك عاقل و لكن خطيئة عرضت أعانني عليها شقائي و غرني ستري المرخى علي و قد عصيتك بجهدي و خالفتك بجهلي فالآن من عذابك من يستنقذني ؟ و بحبل من اتصل إن أنت قطعت حبلك عني ؟ واشباباه ! فلما فرغ من قوله قرأت من كتاب الله عز و جل :
{ نارا وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد } الآية
فسمعت حركة شديدة لم أسمع بعدها حسا فمضيت فلما كان الغد رجعت في مدرجتي فإذا أنا بجنازة قد وضعت و إذا عجوز كبيرة فسألتها عن أمر الميت و لم تكن عرفتني فقالت مر ها هنا رجل لا جزاه الله إلا جزاءه ! مر بابني البارحة و هو قائم يصلي فتلا آية من كتاب الله فلما سمعها ابني تقطعت مرارته فوقع ميتا