كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 1)

986 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق قال : سمعت أبا الفتح البغدادي و كان من أصحاب جعفر بن محمد بن نصير الصوفي قال : بت ليلة في مسجد الشونيزية فأقلقني النوم فسمعت قائلا أسمع صوته و لا أرى شخصه يقول :
( فكيف تنام العين و هي قريرة و لم تدر في أي المحلين تنزل )
فذهب عني النوم
987 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال : سمعت نعيم بن حماد يقول : كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور منحور أو بقرة منحورة من البكاء لا يجترئ أحد منا أن يدنو منه أو يسأله عن شيء إلا دفعه
988 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر الجراحي ثنا يحيى بن ساسويه ثنا عبد الكريم السكري ثنا وهب بن زمعة قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن الأشعث قال : مرض ابن المبارك مرضا فجزع حتى رأوه جزعا فقيل له : إنه ليس بك كل ذلك و أنت تجزع هذا الجزع ؟ قال : مرضت و أنا بحال لا أرضاه
989 - قال أبو إسحاق و قال الفضيل يوما و ذكر عبد الله ـ و قال : أما إني أحبه لأنه يخشى الله عز و جل
990 - قال أبو إسحاق : قيل لابن المبارك رجلان أحدهما خائف و الآخر قتل في سبيل الله قال : أحبهما إلي أخوفهما
991 - قال وهب : أخبرني أبو خزيمة العابد قال : دخلت على عبد الله و هو مريض فجعل يتقلب على فراشه من الغم فقلت له : يا أبا عبد الرحمن ما هذا أصبر قال : و من يصبر على أخذ الله إن أخذه أليم شديد
992 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس يقول أنا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ ثنا أبو جعفر الشامي ثنا عبد الله بن عاصم الهروي : أن شيخا دخل على عبد الله بن المبارك فرآه على وسادة خشنة مرقعة قال : فأردت أن أقول له فرأيت به من الخشية حتى رحمته فإذا هو يقول قال الله عز و جل :
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم }
قال : لم يرض الله أن ننظر إلى محاسن المرأة فكيف بمن يزني بها
و قال الله عز و جل :
{ ويل للمطففين }
في الكيل و الوزن فكيف بمن يأخذ المال كله ؟
و قال الله عز و جل :
{ و لا يغتب بعضكم بعضا }
و نحو هذا فكيف بمن يقتله ؟ قال : فرحمته و ما رأيته فيه فلم أقل له شيئا

الصفحة 544