كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 1)

باب القول في زيادة الإيمان و نقصانه و تفاضل أهل الإيمان في إيمانهم ـ و هذا يتفرع على قولنا في الطاعات أنها إيمان و هو أنها إذا كانت إيمانا كان تكاملها بكمال الإيمان و تناقصها تناقص الإيمان و كان المؤمنون متفاضلين في إيمانهم كما هم متفاضلون في أعمالهم و حرم أن يقول قائل : إيماني و إيمان الملائكة و النبيين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ واحد قال الله عز و جل : { ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } و قال : { وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا } و قال : { وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون } و قال { و يزداد الذين آمنوا إيمانا } فثبت بهذه الآيات أن الإيمان قابل للزيادة و إذا كان قابلا للزيادة فعدمت الزيادة كان عدمها نقصانا على ما مضى بيانه و دلت السنة على مثل ما دل عليه الكتاب
26 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن عمر بن حفص الزاهد ثنا السري بن خزيمة الأبيوري ثنا عبد الله بن يزيد هو المقرئ ثنا سعيد ـ هو ابن أبي أيوب ـ حدثني محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا

الصفحة 60