كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 1)

34 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه أنبأ أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير عن عقيل عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي هريرة أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن و لا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها و هو مؤمن
35 - و بهذا الإسناد عن ابن شهاب عن سعيد و أبي سلمة عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم مثل حديث أبي بكر و لم يذكر النهبة
رواه البخاري في الصحيح من حديث يحيى بن بكير
و رواه مسلم من وجه آخر عن الليث
و إنما أراد ـ و الله تعالى أعلم ـ و هو مؤمن مطلق الإيمان لكنه ناقص الإيمان بما ارتكب من الكبيرة و ترك من الانزجار عنها و لا يوجب ذلك تكفيرا بالله عز و جل ـ مضى شرحه و كل موضع من كتاب أو سنة ورد فيه تشديد على من ترك فريضة أو ارتكب كبيرة فإن المراد به نقصان الإيمان فقد قال الله عز و جل :
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء }
و ذكرنا في كتاب الإيمان من الأخبار و الآثار التي تدل على صحة ما ذكرنا من التأويل ما فيه كفاية و بالله التوفيق
و ذكر الحليمي ـ رحمه الله تعالى ـ ها هنا آثار تدل على أن الطاعات من الإيمان و إن الإيمان يزيد و ينقص و أن أهل الإيمان يتفاضلون في الإيمان و نحن قد ذكرناها في كتاب الإيمان و نشير إلى طرق منها ها هنا بمشيئة الله عز و جل

الصفحة 68