كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 2)

1280 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال : سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت الكتاني يقول : التوكل في الأصل إتباع العلم و في الحقيقة استعمال اليقين
1281 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال : سمعت أبا الحسين الفارسي يقول : سمعت جعفرا الخلدي يقول : سمعت إبراهيم الخواص يقول : التوكل تناول السبب من الله
1282 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال : و قال الأستاذ أبو سهل محمد بن سليمان : التوكل أن لا يخطر بقلبك نافعا و لا ضارا غيره و أن تستلم لكل حال يرد عليك و لا يضطرب قلبك منه
و قال : التوكل قطع الطمع عن الخلق و ترك طلب الحلية منهم
و قال : التوكل التطاول إلى الألوان و ما فيها بعين النقص و الرجوع إلى من لا يحلقه النقص بحال
1283 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت فارس بن عيسى الصوفي ـ و كان من المتحققين بعلوم أهل الحقائق ـ يقول سمعت الجنيد بن محمد يقول : الفقراء ثلاثة : فقير لا يسأل و إن أعطي لم يأخذ فذاك من الروحانيين و فقير لا يسأل و إن أعطي أخذ فذلك من المقربين و فقير يسأل و كفارة مسألته صدقة
قال فارس : شرط الطلب أن يكون الطالب غير معتقد أولا أن لا سبب للطلب و لا مميز و لا قاصد إلى زيد دون عمرو و لا إلى عمرو دون زيد بل يعتقد أن الله هو الرزاق و يطلب الرزق من حيث أمر فيكون الله المعطي و العبد سببا و الله المسيب و هو قول النبي صلى الله عليه و سلم :
لو توكلتم على الله حق توكله الحديث
لما أثبته النبي صلى الله عليه و سلم متوكلا لم يخل مع توكل من الحركات مع عدم المطالب و القاصد في حركاته كان المتحرك بالوصف الذي قدمنا ذكره متوكلا مع وجود الحركة منه كالطير مع وجود الحركة فيه بتصحيح النبي صلى الله عليه و سلم التوكل له و لم يمنعه من الحركة على معنى وصفه
قال البيهقي رحمه الله : فمن ذهب إلى هذا فتكسب بإذن الله تعالى في ذلك و شكر الله تعالى على أنه جعله سببا لمعاشه و أنه هداه له و أعانه عليه و نفعه به ثم من زهد منهم في الدنيا و رغب في الآخرة اكتفى بأقل ما يكون قوتا و تصدق بالباقي كما كان القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يصنعونه أو اقتصر على اكتساب أقل ما يكون قوتا ثم اشتغل بعد ذلك في العبادة و الله أعلم

الصفحة 100