كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 2)

1285 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا أحمد الصيرفي يقول : سمعت أحمد بن زياد يقول : كان أسود بن سالم يتسمسر فإذا أصاب نصف دانق قام و انصرف
1286 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق : في قول الله تعالى :
{ ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب }
قال : مخرجه أن يعلم أن الله يرزقه و هو يعطيه و هو يمنعه
{ و من يتوكل على الله فهو حسبه }
قال : ليس من توكل على الله تعالى كفاه يعني ليس كل من توكل عليه كفاه إلا أنه من توكل على الله يكفر عنه من سيئتاه و يعظم له أجرا { إن الله بالغ أمره } في من توكل على الله و من لم يتوكل { قد جعل الله لكل شيء قدرا } قال أجلا
1287 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو علي حامد بن محمد الهروي أنا أبو علي بشر بن موسى ثنا الأصمعي ثنا أبو هلال عن الحسن قال : قال أبو الصهباء ـ يعني صلة بن أشيم ـ :
طلبت الرزق بمظانة فأعياني إلا رزق يوم بيوم فعلمت أنه خير لي و أن امرأ جعل رزقه يوما بيوم فلم يعلم أنه خير له لعاجز الرأي
قال الحليمي رحمه الله : و في المسئلة وجه ثالث و هو أن من كان قوي العزم يقدر على تجريد الصبر و ترك مجاوزته إلا إلى الدعاء و كان إذا تصبر مدة فلم ينكشف عنه ضره لم يعد إلى التسبب و لم يندم على اختياره التصبر عليه أو لم يكن في عامة أوقاته شاكا في أن الصبر الذي أثره أعود عليه أو التسبب فالصبر له أفضل و من كان ضعيف العزم و كان لا يصبر إلا متكلفا و لا يزال خلال الصبر شاكا في أن ذلك كان أولى به أو التسبب و كان إذا صبر وقتا لم يثبت على صبره و عاد منه إلى التسبب فينبغي له أن يكون مع المتسببين و جعل نظير ذلك الاستكثار من نوافل الصيام و الصلاة إذا لم يتبرم بها و لم يستثقلها و على هذا أكثر أهل المعرفة

الصفحة 102