كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 2)

فضل في شرف أصله و طهارة مولده صلى الله عليه و سلم
1385 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضيل القطان ببغداد ثنا عبد الله بن جعفر النحوي نا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثني معاوبة بن صالح عن سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية صاحب النبي صلى الله عليه و سلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إني عبد الله و خاتم النبيين و ان آدم لمنجدل في طينته و سأخبركم عن ذلك دعوت إبراهيم و بشارة عيسى بي و رؤيا أمي التي رأت و كذلك أمهات النبيين يرين و أن أم رسول الله صلى الله عليه و سلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام
قال البيهقي رحمه الله : و رواه أبو بكر بن أبي مريم عن سويد بن سعيد عن العرباض عن النبي صلى الله عليه و سلم :
إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين
و إنما أراد ـ و الله أعلم ـ أنه كذلك في قضاء الله و تقديره قبل أن يكون آدم عليه السلام
و أما دعوة إبراهيم عليه السلام فإنه لما أخذ في بناء البيت دعا الله تعالى فقال :
{ ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم }
فاستجاب الله دعاءه في نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
و أما بشارة عيسى عليه السلام فهو أن الله تعالى أمر عيسى عليه السلام فبشر به قومه فعرفه الحواريون بني إسرائيل قبل أن يخلق
1386 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل و الحجاج قالا : ثنا مهدي بن ميمون : عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال له رجل : يا رسول الله صوم يوم الاثنين ؟ قال :
فيه ولدت و فيه أنزل علي القرآن
أخرجه مسلم في الصحيح
1387 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن شبويه الرئيس بمرو ثنا جعفر بن محمد النيسابوري ثنا علي بن مهران ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال : ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول
قال البيهقي رحمه الله : و روينا عن ابن عباس ثم عن قيس بن مخزمة ثم عن قباث بن أشيم أن النبي صلى الله عليه و سلم ولد عام الفيل
و كان الزهري و من تابعه يقولون ولد بعده و الأول أصح
1388 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال : حدثني والدي إسحاق بن يسار : قال حدثت أنه كان لعبد الله بن عبد المطلب امرأة مع آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فمر بامرأته تلك و قد أصابه أثر من طين عمل به فدعاها إلى نفسه فأبطأت عليه لما رأت من عمل الطين فدخل فغسل عنه أثر الطين ثم دخل عامدا إلى آمنة ثم دعته صاحبته التي كان أراد إلى نفسها فأبى للذي صنعت به أول مرة فدخل على آمنة فأصابها ثم خرج فدعاها إلى نفسه فقالت :
لا حاجة لي بك مررت بي و بين عينيك غرة فرجوت أن أصيبها منك فلما دخلت على آمنة ذهبت بها منك
قال ابن إسحاق : فحملت برسول الله صلى الله عليه و سلم قال : فكانت آمنة بنت وهب تحدث أنها أتيت حين حملت بمحمد صلى الله عليه و سلم فقيل لها : إنك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع بالأرض فقولي :
أعيذ الواحد من شر كل حاسد
في كل بر عاهد و كل عبد رائد يرود كل رائد
فإنه عبد الحميد الماجد حتى أراه قد أتى المشاهد
قال : و آية ذلك أن يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام فإذا وقع فسميه محمدا فإنه اسمه في التوارة أحمد يحمده أهل السماء و أهل الأرض و اسمه في الإنجيل أحمد يحمده أهل السماء و أهل الأرض و اسمه في القرآن محمد فسميه بذلك
فلما وضعته بعثت إلى عبد المطلب جاريتها و قد هلك أبوه عبد الله و هي حبلى ـ و يقال إن عبد الله هلك و النبي صلى الله عليه و سلم ابن ثمانية و عشرين شهرا و الله أعلم أي ذلك كان
قال ابن إسحاق و مات عبد المطلب و النبي صلى الله عليه و سلم ابن ثمان سنين
و هلكت أمه آمنة بنت وهب بالأبواء و النبي صلى الله عليه و سلم ابن ست سنين
قال ابن إسحاق فلما وضعته بعثت إلى عبد المطلب فقالت قد ولد لك الليلة غلام فانظر إليه فلما جاءها أخبرته بخبره و حدثته بما رأت حين حملت به و ما قبل لها فيه و ما أمرت أن تسميه فأخذه عبد المطلب فأدخله في جوف الكعبة و ذكر ابن إسحاق دعاءه و أبياته التي قالها في شكر الله تعالى على ما وهبه
قال : و استرضع له من حليمة بنت أبي ذؤيب و أبو ذؤيب : عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر و اسم أبي رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أرضعه : الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن
و أخوته من الرضاعة : عبد الله بن الحارث و أنيسة بنت الحارث و حذافة بنت الحارث و هي الشيماء و ذكروا أنها كانت تحصن رسول الله صلى الله عليه و سلم مع أمه إذا كان عندهم
و هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ( بن خزيمة ) بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن المقوم بن ناحور بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم بن آزر ـ و هو في التوراة ابن تارخ بن ناحور بن أرغوا بن سارح بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر صلوات الله عليه و على الأنبياء الطيبين الأخيار

الصفحة 134