كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 2)

1400 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا زهير بن حرب ثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة ـ ح
و إنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطوسي الفقيه ثنا أبو الحسن الكارزي أنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم سمى لنا نفسه أسماء فقال :
أنا محمد و أحمد و الحاشر و المقفي و نبي التوبة و الملحمة لفظهما سواء غير أن في حديث المسعودي قال : سمي لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه أسماء منها ما حفظنا
رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن جرير
قال البيهقي رحمه الله : فهذه عشرة أسماء وردت في هذه الأحاديث فأما محمد و أحمد فاسمان من أسماء الأعلام التي يراد بها التمييز من الأشخاص
قال الحليمي رحمه الله : من تأمل علم أنه ليس من أسماء الناس اسم يجمع من الحسن و الفضل ما يجمعه محمد و أحمد لأن محمد هو المبالغ في حمده و الحمد في هذا الموضع المدح و أحمد هو الأحق بالحمد و هو المدح أيضا
1401 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا عباد الله انظروا كيف يصرف الله عني شتم قريش و لعنهم يشتمون مذمما و أنا محمد و يلعنون مذمما و أنا محمد
1402 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد حدثنا يعقوب بن غيلان حدثنا محمد بن الصباح حدثنا سفيان عن أبي الزناد : فذكره بإسناده غير أنه قال :
ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش و لعنهم يشتمون مذمما و يلعنون مذمما و أنا محمد
رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان
و أما الحاشر فتسيره في الحديث و معناه أول من يبعث من القبر و كل من عداه فإنما يبعثون بعده و هو أول من يذهب به إلى المحشر ثم الناس بعده على أثره
و أما الماحي فتفسيره أيضا قد مضى في الحديث و معلوم أن الله تعالى هو الحاشر و الماحي و إنما سمي النبي صلى الله عليه و سلم لأن الله تعالى جعل حشره سببا لحشر غيره و نبوته سبا لإزهاق الباطل كله من الكفر و غيره فصار من طريق التقدير كأنه الحاشر و الماحي
و أما الماحي فمعناه المتبع
و يحتمل أن يكون المراد المقفي لإبراهيم عليه السلام لقوله تعالى :
{ فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا }
و يحتمل أن يكون المقفي لموسى و عيسى و غيرهما من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام لنقل قومهم عن أتباعهم إلى إتباعه أو عن اليهودية و النصرانية إلى الحنيفية السمحة
و أما العاقب و الخاتم فقد مضى تفسيرهما في الحديث و أما بني الرحمة فقد جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :
إنما أنا رحمة مهداة

الصفحة 142