كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 2)

1445 - أخبرنا علي بن محمد بن بشران أنا أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا محمد بن زيد أن ابن سويد ثنا سلام بن سليمان أبو العباس الدمشقي ثنا شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : في قوله عز و جل :
{ و لسوف يعطيك ربك فترضى }
قال : رضاه أن يدخل أمته كلهم الجنة
1446 - و روينا عن أبي صالح : عن النبي صلى الله عليه و سلم و قيل عنه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : إنما أنا رحمة مهداة
1447 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن عبد الله بن الوليد عن عبد الله بن عبيد قال : لما كسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه و سلم و شج في جبهته فجعلت الدماء تسيل على وجهه قيل : يا رسول الله ادع الله عليهم فقال صلى الله عليه و سلم :
إن الله تعالى لم يبعثني طعانا و لا لعانا و لكن بعثني داعية و رحمة اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
هذا مرسل وقد
1448 - حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا أبو منصور يحيى بن أحمد بن زياد الهروي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
قال الحليمي رحمه الله :
و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه ضحى بكبشين فقال في أولهما : اللهم عن محمد و آل محمد و قال في آخرهما : اللهم عند محمد و من لم يضح من أمة محمد
و هذا أبلغ ما يكون من البر و الشفقة
و عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء و السواك عند كل صلاة
قال : و امتنع من الخروج في اللية الثالثة من رمضان لما كثر الناس و قال : قد رأيت الذي صنعتم و لم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيب عليكم أن تفرض عليكم
قال الحليمي رحمه الله :
المعنى خفت أن تفرض عليكم فلا ترعوا حق رعايته فصيروا في استحباب الذم أسوة من قبلكم و هذا كله رأفة و رحمة صلى الله عليه و سلم و جزاه عنا أفضل الجزاء رسولا و نبيا عن أمته و سمى الله تعالى نبينا صلى الله عليه و سلم في كتابه : { سراجا منيرا }
و ذلك على أنه أخرج الناس به من ظلمات الكفر إلى نور الهدى و التبيان كما قال عز و جل :
{ كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور }
ثم ساق الحليمي رحمه الله الكلام إلى أن قال : و إذا تأمل العاقل مواقع الخيرات التي ساقها الله تعالى إلى عبادة بالنبي صلى الله عليه و سلم في الدنيا و ما هو سائقه إليهم بفضله من شفاعته لهم في الآخرة علم أنه لا حق بعد حقوق الله تعالى أوجب من حق النبي صلى الله عليه و سلم و بسط في ذلك

الصفحة 164