كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 2)

فصل في زهد النبي صلى الله عليه و سلم و صبره على شدائد الدينا ـ و ذلك لأن الله تعالى كان قد اختار له ذلك و وصاه به فقال تعالى : { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } الآية و روي عنه ما يعني ما :
1449 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد التاجر أنا أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا عمر بن يونس ثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل سماك الحنفي حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال : لما اعتزل النبي صلى الله عليه و سلم نسائه فذكر الحديث إلى أن قال :
فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره و ليس عليه غيره و إذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع و مثلها قرظا في ناحية الغرفة و إذا إهاب معلق قال : فابتدرت عيناي فقال : ما يبكيك يا ابن الخطاب ؟
قلت : يا نبي الله و مالي لا أبكي و هذا الحصير قد أثر في جنبك و هذا خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى و ذاك قيصر و كسرى في الثمار و الأنهار و أنت رسول الله و صفوته و هذه خزانتك
فقال : يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لنا الآخرة و لهم الدنيا
قلت : بلى
رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب
1450 - أخبرنا أبو حسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا ثابت بن يزيد ثنا هلال يعني ابن حباب عن عكرمة عن ابن عباس قال : دخل عمر بن الخطاب على النبي صلى الله عليه و سلم و هو على الحصير و قد أثر في جنبه فقال : يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا
فقال : ما لي و الدنيا و ما للدنيا و مالي و الذي نفسي بيده ما مثلي و مثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح و تركها

الصفحة 166