كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 2)

1476 - أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن بشر بن يوسف و عبد الصمد بن عبد الله الدمشقيان قال : ثنا هشام بن عمار ثنا عمرو بن واقد أبو حفص حدثني يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اللهم من آمن بي و صدقني و شهد أن ما جئت به الحق من عندك فأقل ماله و ولده و عجل قبضه
اللهم و من لم يؤمن بي و لم يصدقني و لم يشهد أني ما جئت به هو الحق من عندك فأكثر ماله و ولده و أطل عمره
تفرد بإسناده هذا عمرو بن واقد
1477 - و روي مثل هذا عن عمرو بن غيلان الثقفي : عن النبي صلى الله عليه و سلم فإن صح شيء من هذه الأحاديث فإنما هو زهادته صلى الله عليه و سلم في الدنيا و اختياره الآخرة على الأولى لعلمه بمعائب الدنيا فلم يرضها لنفسه و لا لمن يحبه من أمته أعادنا الله من فتنة الدنيا و عذاب الآخرة برحمته
1478 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة ثنا الإمام أبو سهل محمد بن سليمان إملاء حدثني أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ثنا قتيبة بن سعيد أبو رجاء الثقفي ثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يدخر شيئا لغد قال أبو نصر : قال الإمام أبو سهل رحمه الله :
فإن قال قائل كان النبي صلى الله عليه و سلم يرجع إلى ( ) و مفرش و كان بعد للجميع ما يعده و كان له الدرع و السيف و القوس و الفرس و البغل و الحمار و كان ينبذ له بالعشي فيشربه بالغداة و كان ينبذ له بالغداة فيشربه بالعشي و كان يحبس لنسائه قوت سنة مما أفاء الله عز و جل عليه و كل هذا ادخار فكيف نسلم على هذه الأخبار هذا الخبر المأثور قال الأستاذ أبو سهل رحمه الله :
الرواية صحيحة و على حكم الدراية مستقيمة و التنافي على هذه الرواية منصرف و وجه ذلك أنه كان يتعامل فيما بينه و بين مولاه على حسن الظن و الانتظار دون الحبس و الادخار و كان لا يحجز لنفسه ليومه من أمسه ( ) فإنما يعدها لدينه لا على تفاعلها لعده و هكذا آلات الحرب كان يحبسها لنصر الأولياء و كتب الأعداء على حكم الاستعمال مما تصدق به في حياته و لهذا قال : إنا لا نورث ما تركناه صدقة و أما ما كان ينبذ له فإنما نساؤه كن ينبذن له ما صار في ملكهن و يدهن تمليكا و تمويلا منه لهن ( ) إنه لم يكن يدخر شيئا ( ) كان احتبس عنده شيء و لا على نية الغد و لكن ( ) و تصرفه في نائبة من نوائب الدين و قيل لا يدخر ملكا بل يدخر تملكا و قيل لم يكن يدخر على أمل البقاء إلى غد

الصفحة 175