كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 2)

1487 - أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة أنا أبو جعفر بن دحيم ثنا إبراهيم بن عبد الله أنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو أبي سعيد شك الأعمش قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي و يقول يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة و أمرت بالسجود فعصيت فلي النار
رواه مسلم في الصحيح عن زهير عن وكيع و معلوم أن ابن آدم إنما أمر بالسجود لله عز و جل لا لغيره فدل ذلك على أن السجود الذي أمر به الشيطان من جنس ما أمر به ابن آدم و هو السجود لله عز و جل و لكن عند خلق آدم إعظاما لقدرة الله عز و جل الذي أظهرها لهم بخلقه إياه
و قال : و إن كان السجود من الملائكة لآدم عليه السلام فقد يحتمل أن ذلك إنما كان عقوبة لهم على قولهم لله عز و جل :
{ أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء }
فوجد الكرامة له فيه و ليس يخلص من عرض العقوبة لهم
و أما قتال الملائكة مع النبي صلى الله عليه و سلم فإنها كرامة خالصة عرضه الله لها بفضله دلالة على نفاسة قدره و عظيم منزلته و لأن الأفضل من يفضله الله يوم القيامة و يكرمه بما لا يكرم به غيره و قد جاء من نبينا الصادق صلى الله عليه و سلم ما ذكرناه في كتاب البعث و غيره من شفاعته يوم القيامة لأهل الجمع ثم لأمته
1488 - أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة قال : سمعت ابن عباس يخطب على منبر البصرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لم يكن نبي إلا له دعوة يتنجزها في الدنيا و إني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة و أنا سيد ولد آدم و لا فخر و أول من تنشق عنه الأرض و لا فخر و بيدي لواء الحمد و آدم و من دونه تحت لوائي و لا فخر

الصفحة 180