كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 2)

1052 - و بهذا الإسناد أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم : أن رجلا كان في الأمم مجتهدا في العبادة و يشدد على نفسه و يقنط الناس من رحمة الله تعالى ثم مات فقال أي رب ما لي عندك ؟ قال : أي رب فأين عبادتي و اجتهادي ؟ قال فيقول : إنك كنت تقنط الناس من رحمتي في الدنيا فأنا أقنطك اليوم من رحمتي
قال البيهقي رحمه الله : و لعل هذا الرجل كان يرى النجاة في عبادته و يعتمد عليها و لا يذكر مغفرة الله عز و جل الذنوب لمن يشاء من عباده بل كان يستبعدها
1053 - أخبرنا أبو محمد المؤملي ثنا أبو عثمان البصري ثنا أبو أحمد الفراء أنا يعلى ثنا الأعمش عن أبي سعد عن أبي الكنود قال : مر عبد الله يعني ابن مسعود على قاص و هو يذكر فقال : يا مذكر لا تقنط الناس ثم قرأ :
{ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }
1054 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و محمد بن موسى قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الخضر بن أبان ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت قال : كان داود عليه السلام يذكر ذنوبه فيخاف الله مخافة تنفرج أعضاءه و مفاصله من مواضعها ثم يذكر رحمة الله على أهل الذنوب و رأفته بهم فيرجع كل عضو إلى موضعه
1055 - و بهذا الإسناد ثنا جعفر ثنا أبو سنان القسملي قال : وجدت في بعض الكتب : أن أحب عبادي إلي من حببني إلى عبادي و أخبرهم بسعة رحمتي و أن أبغض عبادي إلي من قنط عبادي و آيسهم من رحمتي
1056 - سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول : سمعت أبا عثمان المغربي يقول : من حمل نفسه على الرجاء تعطل و من حمل نفسه على الخوف قنط و لكن ساعة و مرة و مرة
1057 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبيد الله بن محمد الصوفي قال : سمعت أبا تراب أحمد بن حمدون القصار يقول سمعت أبي : ـ و سئل عن الملامة فقال ـ خوف القدرية و رجاء المرجئة
1058 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد أنا أبو جعفر محمد بن غالب بن حرب تمتام ثنا مسلم بن إبراهيم أبو عمرو ثنا الربيع بن مسلم القرشي ثنا محمد بن زياد عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج على رهط من أصحابه و هم يتحدثون فقال : و الذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا فلما انصرفنا أوحى الله إليه يا محمد لم تقنط عبادي ؟ فرجع إليهم فقال : أبشروا و قاربوا و سددوا
قال البيهقي رحمه الله : ففي هذا دلالة على أنه لا ينبغي أن يكون خوفه بحيث يؤيسه و يقنطه من رحمة الله كما لا ينبغي أن يكون رجاؤه بحيث يأمن مكر الله أو يجرئه على معصية الله عز و جل

الصفحة 21