1196 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا ابن فضيل عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء أنه قال : ما لي أرى علماءكم يذهبون و أرى جهلاءكم لا يتعلمون ؟ اعلموا قبل أن يرفع العلم فإن رفع العلم ذهاب العلماء ما لي أراكم تحرصون على ما تكفل لكم به و تضيعون ما وكلتم به ؟ لأنا أعلم بشراركم من البيطار بالخيل هم الذين لا يأتون الصلاة إلا دابرا و لا يسمعون القرآن إلا هجرا و لا يعتق محرروهم
هذا موقوف و فيه معنى اللفظ الذي في آخر الحديث المرفوع
1197 - حدثنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني أنا أبو بكر أحمد بن سعيد الاخميمي بمكة ثنا عبد الجليل بن عاصم المديني ثنا هارون بن يحيى الحاطبي ثنا عثمان بن عمر بن خالد ـ و قال مرة : عثمان بن خالد بن الزبير عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو حسب و جهاد الضعفاء الحج و جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها و التودد نصف الدين و ما عال امرؤ اقتصد و واستنزلوا الرزق بالصدقة و أبى الله أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون
و قال مرة أخرى : و ما عال امرؤ قط على اقتصاد
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : و هذا حديث لا أحفظه على هذا الوجه إلا بهذا الإسناد و هو ضعيف بمرة فإن صح فمعناه : أبى الله أن يجعل جميع أرزاقهم من حيث يحتسبون و هو كذلك فإن الله يرزق عباده من حيث يحتسبون كما أن التاجر يرزقه من تجارته و الحارث يرزقه من حراثته وغير ذلك و قد يرزقهم من حيث لا يحتسبون كالرجل يصيب معدنا أو كنزا أو يموت له قريب فيرثه أو يعطى من غير إشراف نفس و لا سؤال و نحن لم نقل : إن الله تعالى لم يوصل أحدا إلى خير إلا بجهد و سعي و إنما قلنا : أنه قد بين لخلقه و عباده طريقا جعلها أسبابا لهم إلى ما يريدون فالأولى بهم أن يسلكوها متوكلين على الله تعالى في بلوغ ما يؤملونه دون أن يعرضوا عنها و يجردوا التوكل عنها و ليس في شيء من هذه الأحاديث ما يفسد قولنا و الله تعالى أعلم