1200 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا الحسن بن يعقوب العدل و أحمد بن محمد بن عبد الله القطان قالا : ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا علي بن عاصم عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود حدثني طلحة البصري قال : كان الرجل منا إذا قدم المدينة فكان له بها عريف نزل على عريفه فإن لم يكن له بها عريف نزل الصفة فقدمت المدينة و لم يكن لي بها عريف فنزلت الصفة و كان يجري علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم كل يوم مدا من تمر و يكسونا الخنف فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم بعض صلوات النهار فلما انصرف ناداه أهل الصفة يمينا و شمالا : يا رسول الله أحرق بطوننا التمر و تخرقت علينا الخنف فمال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى منبره فصعده فحمد الله و أثنى عليه فذكر شدة ما لقي من قومه حتى قال :
فلقد أتى علي و على و صاحبي يضع عشرة يوما و ما لي و له طعام إلا البربر ـ قال : قلت لأبي حرب : و ما البرير ؟ قال : طعام رسول الله صلى الله عليه و سلم تمر الأراك ـ
فقدمنا على إخواننا هؤلاء من الأنصار و عظم طعامهم التمر فواسونا فيه فو الله لو أجد لكم الخبز و اللحم لا شبعتكم منه و لكن عسى أن تدركوا زمانا حتى يغدي على أحدكم بجفنة و يراح عليه بأخرى قال : فقالوا يا رسول الله أنحن اليوم خير أو ذلك اليوم ؟ قال : لا بل أنتم اليوم خير منك يومئذ أنتم متحابون و أنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض أراه قال ـ متباغضون
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : و في هذا الحديث أن أصحاب الصفة لم يصبروا على المجاعة حتى أعلموا من أملوا أن يغير أحوالهم فلم ينكر ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم و لكنه أجابهم بما سكن عنهم فدل ذلك على أن طلب ما تقع إليه الحاجة ليس بمضاد للتوكل إذا كان الطالب لا يطلب إلا متوكلا على الله تعالى في إظفاره بمطلوبه