كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 2)

1200 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا الحسن بن يعقوب العدل و أحمد بن محمد بن عبد الله القطان قالا : ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا علي بن عاصم عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود حدثني طلحة البصري قال : كان الرجل منا إذا قدم المدينة فكان له بها عريف نزل على عريفه فإن لم يكن له بها عريف نزل الصفة فقدمت المدينة و لم يكن لي بها عريف فنزلت الصفة و كان يجري علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم كل يوم مدا من تمر و يكسونا الخنف فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم بعض صلوات النهار فلما انصرف ناداه أهل الصفة يمينا و شمالا : يا رسول الله أحرق بطوننا التمر و تخرقت علينا الخنف فمال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى منبره فصعده فحمد الله و أثنى عليه فذكر شدة ما لقي من قومه حتى قال :
فلقد أتى علي و على و صاحبي يضع عشرة يوما و ما لي و له طعام إلا البربر ـ قال : قلت لأبي حرب : و ما البرير ؟ قال : طعام رسول الله صلى الله عليه و سلم تمر الأراك ـ
فقدمنا على إخواننا هؤلاء من الأنصار و عظم طعامهم التمر فواسونا فيه فو الله لو أجد لكم الخبز و اللحم لا شبعتكم منه و لكن عسى أن تدركوا زمانا حتى يغدي على أحدكم بجفنة و يراح عليه بأخرى قال : فقالوا يا رسول الله أنحن اليوم خير أو ذلك اليوم ؟ قال : لا بل أنتم اليوم خير منك يومئذ أنتم متحابون و أنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض أراه قال ـ متباغضون
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : و في هذا الحديث أن أصحاب الصفة لم يصبروا على المجاعة حتى أعلموا من أملوا أن يغير أحوالهم فلم ينكر ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم و لكنه أجابهم بما سكن عنهم فدل ذلك على أن طلب ما تقع إليه الحاجة ليس بمضاد للتوكل إذا كان الطالب لا يطلب إلا متوكلا على الله تعالى في إظفاره بمطلوبه

الصفحة 76